|
|
كلية البابا شنودة الثالث الإكليريكية بشبرا الخيمة |
|
الكتب المقررة على الكلية الإكليريكية |
ترتيب حسب السنة الدراسية
ترتيب حسب المادة
علم الأبقطى
الصف الثالث
التقويم وحساب الأبقطى
تقديم إعداد المستشار زكى شنودة رشدى واصف بهمان مدير معهد الدراسات القبطية مدرس بالكلية الاكليريكية
إهداء
إلى صاحب القداسة والغبطة البطريرك المعظم البابا شنودة الثالث
الذى غرس بذار العلم منذ أن تولى إدارة الكلية الإكليريكية التى هى الأم الرؤوم , نبع الأرثوذكسية الصافى وقلب الكنيسة النابض
نهدى هذا البحث المتواضع
راجين بصلوات قداسته أن يعم البحث فى الموضوعات المختلفة ذات الأهمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
ابنكم المخلص رشدى واصف بهمان
تقديم
بقلم المستشار ذكى شنوده مدير معهد الدراسات القبطية
أسعدنى الأستاذ رشدى واصف خريج معهد الدراسات القبطية والمدرس بالكلية الإكليريكية لأنه أدرك حقيقة رسالة المعهد , وهى فضلا عن نشر الثقافة القبطية , العمل بالبحوث والمؤلفات على مواصلة رسالة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التى أسسها مرقس الرسول والعمل على تغطية التاريخ القبطى فى كل عصوره بكل ما تضمنه ذلك التاريخ من قانون كنسى ولاهوت قبطى ولغة قبطية وفن قبطى وآثار قبطية وموسيقة قبطية وسائر ما يتعلق بالقبطيات من علوم , نظرا لحاجة المكتبة القبطية لهذه البحوث والمؤلفات حاجة ملحة , نعوض بها ما فاتنا فى الماضى ونملا بها الفراغ الذى نلمسه فى الحاضر فى كثير من وجوه الثقافة المتعلقة بشعبنا وكنيستنا .
ذلك أن الأستاذ رشدى واصف طوال وجوده بالمعهد ثم بعد أن تخرج مئة وهو منقطع للبحث والتأليف فى كثير من النواحى المتعلقة بالعلوم القبطية , ولا يفتأ يصدر كتابا بعد كتاب يتناول موهاما من الموضوعات التى نحن فى أشد الحاجة الى استيفاء البحث فيها وشرحها وتوضيحها بطريقة عملية تليق بمعهد الدراسات القبطية وتليق بخريجيه الذين تلقوا العلم فيه وتثقفوا على أيدى أساتذته .
ولعل أفضل مثال لبراعة الاستاذ رشدى وأصف فى انتقاء الموضوع الذى يتناوله بالبحث هذا الكتاب الأخير الخاص بالتقويم وحساب الأبقطى , نظرا لغموض فكرة هذا البحث لدى الكثيرين , ونظرا فى الوقت نفسه الى حاجة الجميع الى معرفة وسيلة أستخدامه والانتفاع به فى تحديد أيام تقويم الشهداء بالمقارنة مع التقويم الميلادى ولا سيما فيما يتعلق بتحديد أيام الأعياد والمواسم الدينية وكذلك مواعيد فصول السنة وتقلبات الطقس ومواعيد الزراعة وبذر البذور وحصاد المحصول وغير ذلك من الفوائد العملية فى الحياة اليومية لأهل المدن والقرى على السواء .
ومن المعروف أن موضوع التقويم قد أثير فى مجمع نيقية المسكونى الذى عقد فى سنة 325 ميلادية نظرا لاختلاف البلاد المسيحية فى تحديد موعد عيد القيامة فى كل عام , ونظرا لاشتهار الأقباط شهرة عريقة فى العلوم الفلكية التى برعوا فيها وقد ورثوا الإجادة فيها عن آبائهم قدماء المصريين , أسند المجمع الى بطريرك الإسكندرية فى ذلك الوقت تحديد موعد عيد القيامة فى كل عام , وإبلاغة لكل الكنائس المسيحية فى جميع أنحاء العالم وكان بطريرك الإسكندرية الأنبا ديمتريوس الكرام قد وضع أو بتعبير أكثر دقة وضع العلماء القباط ذلك الحساب المعروف بحساب الأبقطى لتحديد موعد عيد القيامة وغيره من الأعياد والمناسبات المسيحية , وقد ظلت الكنيسة القبطية تستند الى ذلك الحساب بهذا الخصوص منذ ذلك الحين الى اليوم , غير أن استخدام ذلك الحساب ظل قاصرا على عدد ضئيل من المشتغلين بالعلوم الكنسية , نظرا لدقته المتناهية وصعوبة البحث فيه , ومن ثم ظلت فكرته غامضة لدى الاغلبية العظمى من الأقباط وغير الأقباط .
وأننى لأغيط الاستاذ رشدى واصف على الدقة العلمية والصبر الطويل الذى عالج به شرح حساب الأبقطى والتقاويم الآخرى وهو موضوع هذا الكتاب الذى يعجز الكثيرون عن الخوض فيه .
فله منى خالص الشكر والتهنئة على ما بذل فى هذا الكتاب من جهد , وما من شك فى أن كل قارئ لهذا الكتاب لا يسعه إلا أن يزجى إلى مؤلفه كما أزجيت كل شكر وتهنئة , فلسوف يجد كل قارئ فيه فائدة كان يتوق الى أن يصل إليها فلا يسعفه فى ذلك مرجع أو كتاب , فله منى تهنئة مجددة , وأرجو له فى كل بحوثه القادمة كل نجاح وتوفيق ,,
ذكى شنوده
مقدمة المؤلف
عزيزى القارئ
هذا البحث الذى بين يديك عن التقويم وحساب الأبقطى هو ثمرة دراسة دامت عدة سنوات , وهذا النوع من الدراسة هو أحد أفرع علم اللاهوت الطقسى الذى يدرس فى الكليات الإكليريكية .
وموضوع هذا البحث له جذور عميقة فى نفس ترجع الى الصغر إذ نشأت فى أسرة تهتم كثيرا بطقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولا سيما هذا الحساب الذى يسمى حساب الأبقطى . ومما دفعنى أكثر للشغف والاهتمام بهذه الدراسة ما كان يحيكه لى جدى وجدتى والدة أمى عن خالى المتنيح . شاول يواقيم الذى على الرغم من عجز بصره إلا أنه كان من أقوى وأقدر من عرفوا هذا العلم وعلموه لمن بعدهم وكثيرا ما كان يحثنى الآباء الكهنة فى فرشوط ولا سيما أبونا شنودة ارسانيوس ( حفظة الله ) على تعلم هذا الحساب الكنسى . فتعلمت بعضا من قواعده . وشاءت عناية الله أن ألتحق بالكلية الإكليريكية بعد أن تشرفت وتباركت بتزكية نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادى ( حفظه الله ) . وتحققت المنية الغالية حيث درست هذا العلم ضمن دروس مادة الطقو المقررة على الفرقة الثالثة بالكلية على يد العالم الجليل الدكتور شاكر باسيليوس وكيل الكلية افكليريكية واستاذ اللغة القبطية وأعترف أننى كنت أدون ما كان يقوله كلمة كلمة .
ولا أكون مغاليا إذا قلت اننى كنت استقى هذا العلم منه مثل ظمأن امام نبع ماء متدفق ولما شاءت العناية الإلهية بأن تكون خدمتى فى حقل التدريس بالكلية الإكليريكية بأمر قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث , أسند لى تدريس مادة اللاهوت الطقسى , ولما كان التقويم وحساب الأبقطى ضمن هذه المادة لذلك كلفتنى إدارة الكلية عن طريق الدكتور شاكر فى العام الدراسى 88 / 1989 م بأن أقوم بتدريس هذا الفرع ولا سيما أن الدكتور شاكر باسيليوس يقع على عاتقه الكثير من أعباء الكلية الإكليريكية .
وهذا البحث هو ثمرة المحاضرات التى قمت بتدريسها لطلبة الفرقة الثانية خلال عامين متتاليين . وهو عبارة عن فصلين أولهما عن التقويم والثانى عن حساب البقطى , وراعيت أن أعالج هذا الموضوع بطريقة علمية مبسطة حتى أحبب الدراسين فى هذه المادة وأسهل عليهم دراستها وإجادة الحسابات الكثيرة .
واعتمدت فى دراستى على المتاح من الكتب المطبوعة ولا سيما كتاب التحفة البرموسية للقمص عبد المسيح المسعودى , كما اعتمدت على بعض المخطوطات والوراق الخاصة بالسرة . وإنى لأقدم الشكر ساجدا لله الذى اعاننى على غتمام هذا المجهود المتواضع كما أقدم خالص شكرى الى الدكتور شاكر باسيليوس الذى أفادنى كثيرا فى موضوع البحث , كما أقدم جزيل شكرى الى المستشار ذكى شنودة مدير معهد الدراسات القبطية الذى تفضل مشكورا بالتقويم لهذا البحث .
كما أشكر الفنان عماد نسيم والفنان بضابا نسيم الذين قاما بتصميم الغلاف والى كل الحباء الذين شجعوا وباركوا وأمدونى ببعض المراجع لهذه الدراسة مصليا الى الله أن يعوض الجميع عن تعب محبتهم ميراثا فى ملكوت السموات بصلوات صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكة فى الخدمة الرسولية جزيل الطوبى الحبر الجليل الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادى , ولإلهنا المجد الدائم الى الأبد .
عيد القيامة المجيد رشدى واصف بهمان 7 برمودة 1706ش 15 إبريل 1990م
الفصل الأول التقويم Pipmerodogion
التقويم
التقويم عبارة عن إحصاء الأيام والشهور والفصول والسنوات وتحديدها وربطها بحادثة معينة لتكون دليلا ومرشدا يقارن أو يرتب الحوادث التاريخية .
ويرتبط نشاط الإنسان الزراعى والصناعى والتعليمى بالتقويم كما ترتبط الأعياد والمواسم الدينية بالتقويم أيضا .
وقد دل إختبار الأمم التى بلغت شأنا عظيما من الحضارة أن التقويم العلمى السليم هو الذى يصح لمثل هذه الأمم وهو ما ينطبق على التغيرات الجوية , بحيث تقع الفصول المناخية الأربعة فى موعدها تماما بلا إختلال أو تصحيف .
والإحصاء إما أن يكون عن طريق القمر فى وجوهه المختلفة ومجموعها , أو الفترة بين ظهور هلالين متتاليين وتعتبر شهرا قمريا , وتؤلف 12 شهرا قمريا سنة قمرية مثل السنة الهجرية فهى سنة هلالية .
وإما أن يكون الإحصاء عن طريق دورة الكرة الأرضية حول الشمس فتتكون بذلك السنة الشمسية وقد قسمت هذه السنة الى فصول وشهور وأيام وساعات (1) .
الباب الأول : تقويم قدماء المصريين
لقد أجمع المؤرخون على أن المصريين هم أول من قسم الزمن فقال أقدمهم , أبو التاريخ هيرودوت : ( أما ما يتعلق بأمور البشر فالجميع على اتفاق فى ذلك وقد كان قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة وقد قسموها الى اثنى عشر قسما بحسب ما كان لهم من معلومات عن لانجوم . ويظهر لى أنهم أحذق من الأغارقة ( اليونانيين ) الذين يحسبون شهرا كبيسا كل ثلاث سنين تكلمة للفصول . فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوما ويضيفون خمسة أيام الى السنة لكى يدور الفصل ويرجع الى نقطة البداية ( 1 ) .
وقد بدأ المصريون أولا باليوم وكان يبدأ من منتصف الليل ويستمر الى منتصف الليل الذى يليه ثم عرفوا الشهر الهلالى ولإحتياجهم الى فترة زمنية معلومة تربط بين اليوم والشهر نظموا الأسبوع .
ويذكر المؤرخ ديون كاسيوس DION CASSIUS ( 2 ) أن المصريين سموا الأيام السبعة بأسماء السيارات وهى ( 1 ) زحل ( 2 ) المشترى ( 3 ) المريخ ( 4 ) الشمس ( 5 ) الزهرة ( 6 ) عطارد ( 7 ) القمر .
فلما أخذ الرومان هذه التسمية منهم أطلقوا على الأيام
التسميات التالية :
الأحد يوم الشمس Sunday الأثنين يوم القمر Monday الثلاثاء يوم المريخ Tuesday الأربعاء يوم عطارد Wednesday الخميس يوم المشترى Thursday الجمعة يوم الزهرة Friday السبت يوم زحل Saturday
وقد حفظت هذه التسميات بين الأمم الأوربية الى اليوم . غير أن المصريين ولو أنهم استعملوا الأسبوع واخترعوا تسمية للأيام إلا أنهم اكتفوا بتسميتها بالأول فالثانى ..... الى السابع ( 1 ) .
وبعد أن انتهوا من ترتيب الأسبوع وأيام الشهر القمرى على ما ذكرنا راحوا يراقبون التغيرات المناخية والزراعية والفيضان فاستدلوا منها على أن الاعتماد على القمر لا يرتبط مع الدورة المناخية والزراعية والفيضان فاستبعدوا من حسابهم الاعتماد على القمر ( 2 ) كأساس للتقويم واكتشفوا السنة الشمسية وقسموها الى إثنى عشر شهرا ورمزوا للسنة بهذه العلامة ولفظوها rompi أما الشهر ويسمونه dbot فقسموه الى ثلاثين يوما ثم قسموا الشهر الى أسابيع . قسموا اليوم الذى يسمونه ehcr أو ehoou أربعة وعشرين ساعة وأطلقوا عليها اسم otnou وقسموها الى ستين دقيقة وأطلقوا على الدقيقة اسم dt أو coucou وقسموها الى ستين ثانية وأطلقوا على الثانية اسم hnt وقسموا الثانية الى ستين ثالثة وأطلقوا عليها dnt وهكذا مما هو مشروح على الأثار (1) .
السنة النجمية : (2)
المصريون القدماء – وقد شهد لهم الأولون والأخرون بالبراعة فى علمى الفلك والطبيعة وفى رصد النجوم وإبداع التقويم – لم ينظموا تقويمهم بطريق الصدفة بل إستنبطوه بحكمة بالغة ومقدرة فائقة من طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم ( سبدت ) عند قدماء المصريين هو بعينه نجم ألفا من مجموعة نجوم كلب الجبار المعروف باللغات الأوربية : A Canis Majoris The Dog starوهو بعينه نجم سيريوس ( Sirius ) كما أنه بعينه نجم سوذس ( Sothis ) وهو تحريف يونانى للاسم المصرى ( سبدت ) وهو كذلك بعينةنجم الشعرى اليمانية عند العرب . وهو ألمع النجوم فى السماء وهو واحد من مجموعة نجوم كلب الجبار ( Canis Majoris The Great ) التى هى صورة جنوبية قديمة جدا كانت معروفة عند قدماء المصريين (1) إذن السنة القبطية المصرية ليست سنة شمسية قطعا وليست سنة قمرية وليست نجميه مطلقة وإنما سنة نجمية شعرية لتحديد طولها على أساس طول المدة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعرى اليمانية ( سبدت عند قدماء المصريين ) . ولنشرح ذلك على مرحلتين : المرحلة الأولى : إن المصريين القدماء جعلوا سنتهم إثنى عشر شهرا بعدد الاثنى عشر برجا الموجودة فى منطقة البروج تدور فيها كواكبنا السيارة وتسمى زودياك (Zodiac ) وجعلوا كلا منها ثلاثين يوما وخصصوا أربعة أشهر لفصل الفيضان وأربعة أشهر للزراعة وأربعة أشهر للحصاد . ثم أضافوا اليها خمسة أيام سموها الشهر الصغير : Pikouji nabot وهى التى تسمى أيام النسى فوصل طولها بذلك الى 365 ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وجعلوا رأس سنتهم يوم أول شهر توت وهو أول شهور السنة القبطية ( المصرية ) وهو نفسه يوم العيد التقليدى لشروق نجم الشعرى اليمانية على الأفق الشرقى قبيل شروق الشمس فى يوم وصول فيضان النيل الى العاصمة منف ولكنهم لاحظوا أن طول السنة عندهم أقصر من طول السنة الطبيعية بدليل أن نجم الشعرى اليمانية كان يتقدم ظاهريا سنة بعد أخرى . وبما أن النجم ثابت فقد كانت أيام الأعياد الدينية والمدنية وعيد رأس السنة أول الأعياد هى التى تحل قبل موعدها بحركة تقهقرية مستمرة وإن كان بفرق ضئيل فهى تشبه فى ذلك مبادرة الاعتدالين . ( precession of Equinoxes ) مع الفارق لأنها تنتسب الى نجم الشعرى اليمانية ولا تنتسب الى الشمس وقد اشتكى الكاتب المصرى الى الإله آمون أيام الرعامسة فى الأسرة التاسعة عشرة من أن أيام الأعياد الدينية تسير القهقرى وكان هذا دائما موضع تأفقه وقد سجل التاريخ لنا هذه الشكوى (1) .
المرحلة الثانية : ( إصلاح التقويم ) فى عام 239 قبل الميلاد توصل الكهنة المصريون فى أيام حكم بطليموس الثالث ( Euergetes ) وزوجته الملكة برينيكى ( 247 – 222 قبل الميلاد ) الى إزالة أسباب هذه الشكوى , فقد لاحظ الكهنة التباين بين سنتهم المكونة من 365 يوما فقط والسنة الطبيعية فاجتمعوا فى تلك السنة بهيئة مجلس كهنوتى بمعبد مدينة كانوب ( بلدة أبو قيرة الحالية ) وقد أتوا اليها من جميع المعابد فى شطرى الوادى وتناولت أبحاثهم وقرارتهم إصلاح التقويم . أ) بحث الكهنة للتقويم ولهم باع طويل فى رصد النجوم – فوجدوا أنه إذا طلع نجم الشعرى اليمانية ( سبدت ) شروق الشمس بثوان بحيث يتراءى فى الأفق الشرقى قبل أن يخفيه ضوء الشمس وفى مستوى إرتفاع الشمس الطالعة فوق الأفق على خط عرض 30 درجة فى نواحى منف وعين شمس – وهذا الوضع يسمى علميا بالشروق الاحتراقى ففى هذه الحالة يتقدم نجم الشعرى اليمانية ظاهريا بمعدل يوم كل أربعة اعوام وبما أن النجم ثابت فقد كانت الأعياد الدينية عندهم وأولها عيد رأس السنة ( يوم أول شهر توت ) هى التى تبكر فى مواعيد حلولها كل أربعة سنوات على التوالى أى أن سنتهم التى طولها 365 يوما فقط كانت تقل يوما كل أربعة سنوات بسبب أن نجم الشعرى اليمانية كان يتقدم ظاهريا يوما كل أربعة سنوات ووجدوا أن نجم الشعرى اليمانية دار دورته الظاهرية وعاد الى شروقه الاحتراقى بعد مرور ( 365 يوما × 4 سنوات ) = 1460 سنة طول كل منها 365 يوما فقط , ولاحظوا بثاقب نظرهم أن اتفاق حدوث الشروق الاحتراقى لنجم الشعرى اليمانية مع فجر يوم أول شهر توت ( رأس السنة المصرية ) قد تم بعد فوات سنة أخرى طولها 365 يوما فقط فاستنبطوا أن كل 1460 سنة طبيعية تعادل 1461 ( 1460 + 1 ) سنة طول كل منها 365 يوما فقط (1) . فلأجل أن يتساوى طول السنة عندهم مع طول السنة الطبيعية النجمية – الشعرية قام الكهنة بتجزئة طول السنة الزائدة وهو 365 يوما فقط على طول السنة الطبيعية وهو طول الفترة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعرى اليمانية فكان الناتج هكذا :- 365 يوما / 1460 سنة طبيعية نجمية – شعرية = 1 / 4 ربع يوم بالضبط أى ست ساعات ب) قرر الكهنة فى مجلسهم الكهنوتى إضافة ربع يوم سنويا الى سنتهم المكونة من 365 يوما فقط و 6 ساعات متخذين نجم ( سبدت ) ( الشعرى اليمانية ) أساسا لبناء تقويمهم . فأستقام بذلك الحساب وأصبح ما كان ناقصا من قبل فى نظام الفصول والسنة وفى القواعد الموضوعة بخصوص النظام العام لمصر قد أصلح فالفصول تتوالى بنظام مطلق على حسب النظام الفعلى لطقس مصر وزراعة مصر ولا يحدث مستقبلا أن بعض العياد الدينية أو المدنية يحتفل بها فى غير مواعيدها الطبيعية . فاتباع سير نجم الشعرى اليمانية الظاهرى كان هو التطبيق العلمى لحلول الأعياد الدينية والمدنية فى مواعيدها الصحيحة على مدار السنة دون تغيير أو تبديل أو تزحزح . وعرف حينذاك نظام الكبس أى أن كل أربع سنوات يكون ثلاث منها طول الواحدة 365 يوما فقط وسنة واحدة تالية يكون طولها 366 يوما على أن يضاف اليوم الزائد الى الشهر الصغير أى الى أيام النسى الخمسة فتصبح ستة . وفى عام 238 قبل الميلاد صدر مرسوم باسم بطليموس الثالث ( Euergetes ) أذيع فى كل انحاء البلاد وقد كان الكهنة المصريون هم الواضعون الحقيقيون لهذا المنشور المعروف باسم مرسوم كانوب ( Decree of Canops ) وقد نقش على لوحات من الحجر الجيرى باللغة المصرية القديمة وهى المسماة باللغة الهيروغليفية أى اللغة المقدسة وكذلك بالخط ( الديموطيقى ) وأيضا باللغة اليونانية ولدينا منه حتى الأن أربع نسخ منها ثلاث بالقاهرة وواحدة بمتحف اللوفر بباريس بفرنسا لا تختلف كثيرا الواحدة منها عن الأخرى وأهم هذه النسخ الأربع وأوضحها النسخة التى وجدت بتانيس (1) . ويعتبر مرسوم كانوب هذا وثيقة ذات أهمية عظمى لأن الغرض الأساسى منه كما جاء فى بعض نصوصه هو تسجيل إصلاح التقويم المصرى ( القبطى ) ونشرة فى أنحاء البلاد . وتاريخ هذا المرسوم هو اليوم السابع عشر من الشهر الأول من فصل الشتاء من السنة التاسعة من حكم جلالة ملك الوجهين القبلى والبحرى بطليموس الثالث محبوب بتاح ( Euer getes ) ويوافق تاريخ صدوره يوم 6 مارس سنة 237 قبل الميلاد وقد جاء فى الفقرة الرابعة عشرة ( أنه منذ الآن سنضيف يوما كل أربع سنوات الى خمسة الأيام التى هى شهر النسئ قبل السنة الجديدة حتى يعلم الكل أن ما كان ناقصا من قبل فى نظام الفصول والسنة قد تم إصلاحه ) . ومما لا شك فيه أن علوم الفلك التى ورثها كهنة قدماء المصريين عن أسلافهم كانت كافية لتجعلهم يصيبون الهدف فى وضع تصميم السنة الكبيسة . وقد ترجم هذا المرسوم الى اللغات الأجنبية الفرنسية والألمانية والإنجليزية من زمن وأخيرا ترجمة الى اللغة العربية الأثرى الكبير المرحوم الاستاذ سليم حسن فى الجزء الخامس عشر من موسوعته عن تاريخ " مصر القديمة " (1) ولا أنسى أن أقول ان المصريين القدماء – وعلى رأسهم الكهنة – صمموا التقويم المصرى تأسيسا على طول الفترة الزمنية للدورة الظاهرية لنجم الشعرى اليمانية لأن اتباع طول السنة النجمية الشعرية أفضل بكثير جدا من اتباع طول السنة الشمسية لأنها لا توصل الى الثبات الذى تتميز به السنة النجمية – الشعرية والدليل على صحة ذلك هو أن التقويم القبطى ( المصرى ) يرجع تاريخ إستعمال الى أكثر من 6000 ( ستة ألاف سنة ) ويثبت ذلك أن الشهر الصغير أى خمسة أيام النسئ مدونة فى نصوص الأهرام Pyramid ) ( Texts المعروف أنها ترجع الى ذلك الزمان السحيق (1) . وبعد مرور هذه الالاف من السنين نجد أن التقويم القبطى ( المصرى ) لا يزال ينساب فى بساطة وسهولة وانتظام تام متفقا فى ذلك مع طقس مصر وفصول مصر وزراعة مصر دون أدنى تغيير أو تبدليل أو تزحزح وهنا تتجلى حكمة قدماء المصريين .
تسمية الشهور المصريةلم يطلق قدماء المصريين على شهورهم فى بادئ الأمر أسماء بل اكتفوا بالقول فى الشهر الأول ثم الثانى .. الخ بالتعبير عنها بالارقام ولكن فى عهد الفرس فى أيام الأسرة السادسة والعشرين وفى القرن السادس قبل الميلاد أطلقوا على كل شهر اسم تذكار عيد معين وقد كانت هذه الأسماء شائعة على أفواه الشعب ولو أنها لم تكن مدونة .
وهذه أسماء الشهور والفصول :
وقد سمى المصريون شهورهم بأسماء معبوداتهم وقسموها الى ثلاثة فصول كما نراه بالجدول الآتى ( ش1 )
فالشهر الأول : توت ywout مشتق من المعبود تحوت اله الحكمة والعلم والفنون والاختراعات إلخ ... ويصور بشكل رجل ذى رأس الطائر المسمى اللقلق ( كما تراه بشكل 2 ) والثانى : با أوبى Paoni بابه وهو متخذ من اسم الإله " بى تب دت " وهو اله الزرع لأنه فى أوانه يخضر وجه الأرض بالمزروعات , وكانت له معابد بجهة بنديد بمحافظة قنا شمالى فقط وهى المشهورة الآن باسم بنود أو أبنود وله مركز أخر بجهة تمى الأمديد بمحافظة الغربية وكانت تسمى منديس . كما أن هذا الاسم يصح أن يكون مأخوذا من اسم الاله " بتاح رس انبف " أى الشهر المخصص للمعبود بتاح خالق العالم , ومركزه بمنف جهة البدرشين ( ويصور كما فى ش 3 ) .
الشهر الثالث : هاتور hatwr أو aywr أثور وهو اسم الهة الجمال إذ فى مدة هذا الشهر يزداد وجه الأرض بجمال الزراعة وتشبه هذه المعبودة بصورة امرأة ذات رأس بقرة ( أنظر ش 4 ) وأحيانا بصورة بقرة ( أنظر ش 5 ) .
الشهر الرابع كيهك jyfn أو joiazn وهو مخصص للمعبود كاهاكا ( أى عجل أبيس المقدس ) أو للمعبودة سخمت أو بست التى تصور بصورة إمراءة ذات رأس هرة كما فى ش ع 6 . الشهر الخامس " طوبى " twbi أو twbe وهو مخصص للمعبود أمسو ويسمى أيضا خم وهو شكل من أشكال أمون رع اله طيبه بمصر العليا أو اله نمو الطبيعة لأن فى أوانه يكثر المطر وتخصب الأرض .
الشهر السادس " أمشير " mesir أو mejir وهو مخصص لنزول الشمس الكبيرة ويسميه المصريون القدماء rojhour أى ( شهر النار أو الحرارة الكبيرة كما يقول عامة مصر حتى الآن نزلت الشمس الكبيرة ) .
الشهر السابع " برمهات " vamcnwo او parmhat وهو مخصص للمعبود مونت اله الحرب وسعير نيرانها وفيه تشتد الحرارة فتنضخ المزروعات بها ولذا سماه المصريون أيضا ronh sera ( شهر الشمس ) أو ( الحرارة الصغيرة ) .
الشهر الثامن " برموده " varamouyi أو parmoute مخصص للمعبود رنو اله الرياح القارسة أو اله الموت ويصور بصورة أعى احيانا وفى أوانه ينتهى عمر الزرع وتصير الأرض قاحلة .
الشهر التاسع " بشنس" pasionc أو pajwnc مخصص للاله خونسو اله القمر وأحد الثالوث الطيى ( نسبة لطيبة ) وهو إبن الإله أمون رع و " موت " ويرسم على الآثار حاملا فوق رأسه قرص القمر والهلال وفى أوانه يطول النهار .
الشهر العاشر " باؤنى " pawne أو pawni مخصص للاله خنتى أحد أسماء حورس أو الشمس ومعناه اله المعادن لأن فى أوانه تستوى المعادن والأحجار الكريمة ولذا تسميه العامة " باؤنى الحجر " .
الشهر الحادى عشر " أبيب " ep/y أوep/p مخصص للاله إبيفى أو أبيب وهو الثعبان الكبير الذى أهلكه حورس أو الشمس إبن اوزوريس دلالة على إنتقام حورس لأبيه أوزوريس أى النيل من عدوه تيفون أى التحاريق .
الشهر الثانى عشر " مسرى " mecwr/ مخصص لولادة الشمس أو ما يسمى بالانقلاب الصيفى أو لبرج الثور أو الشمس فى الأفقين المسماة عندهم هو رما خوتى (1) .
الشهر الصغير : pikouji nabot وهو خمسة أيام فى ثلاث سنوات متتالية والرابعة يكون فيها ستة أيام . الباب الثانى : التقويم اليوليانىأعتمد الرومان بادئ ذى بدء على الشهر القمرى ومن ثم لجأوا الى نقل التقويم المصرى القديم وكان الرومان فى البداية يستعملون سنة عدد أيامها 304 أيام مؤلفة من عشرة أشهر وهى (1) :
(1) مارتيوس ( مارشيوس – مارس – آذار ) (2) Martius (2) ابريليوس ( إبريل – نيسان ) (3) Aprilius (3) مايوس ( مايو – إيار ) (4) Maius (4) يونيوس ( يونيو – حزيران ) (5) Junius (5) كونتليوس ( الخامس – تموز الآن يوليو ) Quintus (6) سكستس ( السادس – الآن اغسطس – أب ) (6) Sextus (7) سبتمبر ( السابع – ايلول ) September (8) أكتوبر ( الثامن – تشرين – أول ) October (9) نوفمبر ( التاسع – تشرين الثانى ) November (10) ديسمبر ( العاشر – كانون الأول ) December
فلما رأى نوما بومبليوس – ثانى ملك على روما بعد روملس بانيها – أن سنتهم هذه غير صالحة للاستعمال , أضاف اليها شهرين هما :
يانواريوس (1) Januariues ( Janus يناير – كانون الثانى ) وفبراريوس (2) Februarius ( فبراير – شباط ) وجعلها 355 يوما فزادت على السنة القمرية التى كان يستعملها الإغريق ( اليونان ) يوما واحدا . ولما رأى أنها تنقص عن السنة المربعة رأى أن يضاف فى كل عامين شهر واحد دعاه ميودنيوس Messodinius ( أى المتوسط ) وجعله مؤلفا من 22 يوما فى السنة الثانية ومن 24 يوما فى السنة الرابعة ( فى كل أربع سنوات ) وناط بكهنته إضافة هذا الشهر متى أرادوا . فلما رأى يوليوس قيصر الرومانى ما فى هذا الاستعمال من الخلل أصدر أمره الى فلكى مصرى , من مدرسة الاسكندرية المعروفة فى العالم أجمع , يدعى سوسيجينس Sosigene بأن يجعل يوم 25 مارس ( آذار ) أول الاعتدال الربيعى .
فجعل السنة الرومانية كالمصرية تماما أى مؤلفة من 365 يوما وربعيوم وأضاف الى الشهور بعض الأيام حتى تتألف السنة من 365 يوما فى البسيطة و 366 يوما فى الكبيسة وسمى الشهرين الخامس والسادس من السنة باسم القيصرين الرومانيين اللذين أمراه بالإصلاح وهما " يوليوس وأغسطس " فصارت السنة كما يأتى : يناير 31 يوما – فبراير فى السنة البسيطة 28 يوما وفى السنة الكبيسة 29 يوما (1) – مارس 31 يوما - يوليو 31 يوما – اغسطس 31 يوما – سبتمبر 30 يوما – اكتوبر 31 يوما – نوفمبر 30 يوما – ديسمبر 31 يوما . وظل استعمال هذه السنة شائعا فى الشرق والغرب حتى قام غريغوريوس الثالث عشر بابا روما وامر بناء على مشورة الفلكيين بإدخال تعديل السنة المربعة الى شمسية حقيقة فى سنة 1582 جاعلا يوم 4 اكتوبر هو يوم 15 ولذلك عرف بالتعديل الغريغورى (2) .
الباب الثالث : التقويم الغريغورىلاحظ البابا غريغوريوس الثالث عشر فرقا فى موعد الأعياد الثابتة وفى الأعتدال الربيعى عما كان فى أيام مجمع نيقية سنة 325م بما يقدر بعشرة أيام .فالاعتدال الربيعى بعد أن كان يقع فى 21 آذار ( مارس ) الموافق 25 برمهات فى أيام مجمع نيقية 325م تقدم فأصبح يقع فى يوم 11 أذار ( مارس ) فى سنة 15825 . فلجأ البابا غريغوريوس الى علماء اللاهوت ليعرف منهم السبب المباشر لذلك فأجابوه بأنه ليس لديهم سبب من الناحية الكنسية أو اللاهوتية فالمر مرجعه الى الفلك والى علماء فأجابه العلماء ولا سيما الفلكيان ليليوس , Lilius وكلفيوس Calvius بأن السبب مرجعه الى حساب السنة إذ وجد هذان العالمان أن الزمن الذى تستغرقه الأرض فى دورانها حول الشمس دورة كاملة :
ثانية دقيقة ساعة يوم 46 48 5 365
بينما كان يحسب فى التقويم اليوليانى : ساعة يوم 6 365
أى بفرق قدره 11 دقيقة و 14 ثانية (1) . كما أدرك العلماء فرقا آخر فى حساب الشهر القمرى (2)
ثانية دقيقة ساعة يوم فالتقويم اليوليانى 25 44 12 29 والحقيقة المرصودة 3 44 12 29
بفرق قدره 22 - - -
ومما سبق يتجلى لنا حقيقتان :- (1) السنة الشمسية اليوليانية تزيد عن الحقيقة التى تم رصدها نحو 11 دقيقة , 14 ثانية وهى تتجمع يوما كل 128 عام وقد تجمع بسببها منذ مجمع نيقية حتى البابا غريغوريوس 10 أيام فرقا فى جميع الأعياد الثابتة . وأصبح هذا الفرق حاليا 13 يوما . (2) كما أن دورة القمر الأبقطية تزيد فى كل 235 سنة قمرية أو 19 سنة شمسية ساعة واحدة , و 26 دقيقة , و 10 ثوانى . وقد ضبط التقويم اليوليانى على ضوء هذه الفروق ورؤى حذف الفروق واتبعت الطرق التالية : (1) نام الناس يوم 4 أكتوبر أى ليلة 5 أكتوبر وأستيقظوا فى صباح اليوم التالى على أنه 15 أكتوبر وبذلك تلافوا العشرة أيام التى تجمعت من أيام مجمع نيقية . كما ننام نحن عند ضبط الساعة الصيفية بإرجاع الساعة الى الخلف وكما نعود وننام لنرد الساعة مرة أخرى عند بدء مواعيد الشتاء . (1) . (2) كما وضعت قاعدة لضمان الأيام التى تستحدث بعد ذلك بأن يحذف 3 أيام من كل 400 سنة إذ أن كل 400 سنة بها 100 سنة كبيسة حسب التقويم اليوليانى الذى يحسب يوم الكبيس كل 4 سنوات مرة باستمرار بلا قيد ولا شرط (1) وأما التقويم الغريغورى فعمد الى إتباع طريقة بها يتلاقى ثلاثة أيام فى كل 400 سنة مع عدم إحتساب السنة القرنية (2) ( نسبة الى القرن الزمنى وهى ذات الصفرين من اليمين فى الأحاد والعشرات ) وذلك ما لم تقبل هذه السنة القرنية القسمة على 400 بينما تعتبر كبيسة فى التقويم اليوليانى . فسنة 1600 كبيسة فى اليوليانى والغريغورى معا 1700 تعتبر كبيسة فى التقويم اليوليانى وبسيطة فى الغريغورى 1800 كبيسة فى اليوليانى وبسيطة فى الغريغورى 1900 كبيسة فى اليوليانى وبسيطة فى الغريغورى 2000 كبيسة فى اليوليانى والغريغورى معا 2400 كبيسة فى اليوليانى والغريغورى معا وبحذف العشرة أيام وبهذا الضمان رجع الاعتدال الربيعى وكذلك الأعياد الثابتة الى ما كانت عليه أيام مجمع نيقية وظلت فى مواعيدها بموجب هذا التعديل (1) . وأما الشرقيون فإذ سار تقويم الشهداء لديهم على النظام اليوليانى المأخوذ عن التقويم المصرى القديم وذلك باحتساب يوم الكبيس فى كل أربع سنوات مرة على طول الخط . فقد وصل الفرق الآن 13 يوما منذ مجمع نيقية حتى الآن .
الباب الرابع : التقويم الميلادىتاريخ ميلاد المسيح كان ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه فى بشائرهم من الظروف التى أحاطت بهذا الميلاد , مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما فى تاريخ الدولة الرومانية التى كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود , ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذى ولد فيه السيد المسيح . بيد أن المسيحيين لم يبدأوا فى وضع تقويمهم على أساس ميلاد السيد المسيح إلا بعد أن توقفت الدولة الرومانية عن اضطهادهم وأوقفت المذابح التى كانت تروى فيها الأرض بدمائهم . ثم أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية .
ففى منتصف القرن السادس بدأ راهب رومانى يسمى ديونيسيوس اكسيجونوس (1) ينادى بوجوب أن يكون ميلاد السيد المسيح هو بداية التقويم بدلا من التقويم الرومانى الذى كان يبدأ بتاسيس مدينة روما , والذى كان سائدا فى جميع أنحاء الدولة الرومانية . وبالفعل نجح هذا الراهب فى دعوته فبدأ العالم المسيحى منذ سنة 532 ميلادية يستخدم التقويم الميلادى .
كيف حسب ديوناسيوس تاريخ الميلادأراد ديونيسيوس أن يكون ابتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح له المجد متخذا المدة الفيكتورية وهى 532 سنة ( 28 × 19 ) أساسا (2) . وبعد أن أجرى حسابا وصل الى أن السيد المسيح ولد سنة 753 لتأسيس مدينة روما . ولكن ديونيسيوس أخطأ فى حسابه إذ أنه ثبت للباحثين فيما بعد ان التقويم الذى وضعه لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لاحقة لتاريخ الميلاد الحقيقى , أى أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات (1) . وقد أستند الباحثون فى ذلك الى أدلة كثيرة منها : (1) أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرود الكبير ملك اليهود إذ جاء فى إنجيل متى " ولد يسوع فى بيت لحم التى بإقليم اليهودية فى أيام هيرودس الملك " ( متى 2 : 1 ) , ولما كان المؤرخ اليهودى يوسيفوس – الذى عاش فى فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد تاريخ موت هيرودس بسنة 750 رومانية وهى تقابل سنة 4 قبل الميلاد , وبذلك لا يمكن أن يكون ميلادالسيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وغنما الراجح بناء على القرائن الواردة فى البشائر – أنه ولد فى أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد (2) ( أى فى أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية ) (2) حسب ما ورد فى إنجيل لوقا إذ يقول " بدأ السيد المسيح خدمته الهارية فى السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر . وكان حين ابتدأ يبشر فى الثلاثين من عمره ( لوقا 3 : 1 , 3 و 21 و 23 ) ولما كان طيباريوس قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين من عمره بعد خمسة عشر عاما هذا التاريخ , أى فى سنة 780 رومانية . وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أى سنة 4 قبل الميلاد (1) . (3) بعض المؤرخين القدامى , ومنهم سافيروس سالبيشيوس ,ونيكونورس كاليستوس قروا أن تاريخ ميلاد السيد المسيح كان قبل مقتل الأمبراطور الرومانى يوليوس قيصر بأثنين وأربعين سنة , أى فى سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذى وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس (2) . إلا أن الباحثين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق فى التقويم الذى وضعه ديونيسيوس والذى يؤدى الى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة , او أوائل السنة الرابعة قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثين إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا , وقد استقرت عليه الأوضاع فى كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره الى كثير من الارتباك والبلبة , أثروا أن يحتفظوا به , فظل ساريا حتى اليوم (3) .
تقويم الشهداءحدث فى أيام دقلديانوس اضطهادات قاسية على الديانة المسيحية عامة والأقباط خاصة , والحق يقال أن كل الاضطهادات التى شنتها الدولة الرومانية على المسيحية ابتداء من نيرون لتتضاءل إزاء ضراوة ووحشية سلسلة الاضطهادات التى بدأها " دقلديانوس " وأكملها اعوانه .لقد أصدر دقلديانوس بالاتفاق مع معاونيه فى 23 فبراير سنة 303م منشورا يقضى بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد جميع ذوى المناصب الرفيعة من المسيحين وحرمانهم من الحقوق المدنية , وحرمان العبيد من الحرية إن أصروا على الأعتراف بالمسيحية . كما نص المنشور على معاقبة من يخالف ذلك دون تحديد العقوبة (1) . كما أصدر دقلديانوس منشورين متلاحقين فى مارس سنة 303م يقضى أولهما بسجن جميع رؤساء الكنائس , ويقضى ثانيهما بتعذيبهم بقصد قسرهم على جحد الإيمان (2) . ولقد استشهد من القباط مئات الالاف من جراء هذه الاضطهادات , ورغم أن دقلديانوس لم يبدأ اضطهاده للمسيحيين إلا سنة 303م إلا أنه لفظاعة هذا الاضطهاد اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكم هذا الطاغية وهى سنة 284م- بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء . (2) ويسير تقويم الشهداء على نظام التقويم المصرى القديم الذى يتخذ نجم سبدت Spdt ( الشعرى اليمانية ) أساسا لبناء وعدد أيام السنة ويوم الكبي , أى ان كل اربع سنوات يكون ثلاث منها طول الواحدة 365 يوما فقط وسنة واحدة يكون طولها 366 يوما على أن يضاف اليوم الزائد الى الشهر الصغير أى الى أيام النسئ الخمسة فتصبح ستة أيام فى تلك السنة .
الأعياد وتقويم الشهداءرتبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعيادها طبقا لتقويم الشهداء وعلى ذلك فإذ تقرأ السنكسار نرى جميع الأعياد ( سواء الأعياد السيدية أو أعياد العذراء والملائكة والشهداء والقدسيين ) مرتبة على أيام السنة القبطية كلها . كما تجمع كتب الطقوس ( سواء كتب الترتيب أو القطمارس ) على ما جاء فى السنكسار من أعياد وتذكارات .
التقويم الميلادى وتقويم الشهداءصار تقويم الميلاد مع تقويم الشهداء جنبا الى جنب فى الحساب الواحد , حتى سنة 1582م حيث أجرى البابا الرومانى غريغوريوس تعديلا فى تقويم الميلاد المعروف بالتعديل الغريغورى .
ولكن ظل تقويم الشهداء كما هو وبموجبه يبلغ طول السنة 365 يوما + 6 ساعات وبهذا يفترق طول السنة الشمسية ( الميلادية ) وهو ( 365 يوما + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية ) عن سنة الشهداء بمقدار 11 دقيقة + 14 ثانية , وهذا الفرق يتجمع مع توالى السنين فيصل الى يوم كامل أى 24 ساعة فى كل 128 سنة مما أحدث فرقا بين التقويم الميلادى وتقوم الشهداء مقداره 13 يوما فى وقتنا الحاضر .
الفصل الثانى
حساب الأبقطى
Piwp pte tapokt
الباب الأولتاريخ حساب الأبقطى
كلمة الأبقطى هى كلمة معربة من الكلمة اليونانية apokt/ ومعناها " الباقى " أو الفاضل وقد دخلت كلمة tapo,t/ الى القبطية بنفس المعنى وتعنى فاضل الشمس وفاضل القمر (1)وحساب الأبقطى هو عبارة عن حسابات تجرى للوصول الى موعد فصح اليهود وبالتالى موعد عيد القيامة وما يسبقة من اصوام وما يلحقه من الخماسين وبعض العياد , ولأن الباقى أو الفاضل من العمليات الحسابية يؤخذ به فى خطوات العمليات الحسابية لذلك أشتهر الحساب باسم حساب الأبقطى أو الفاضل أو الباقى (2) .مؤسس حساب الأبقطى :أسس هذا الحساب البابا دمتريوس المشهور " بالكرام " وهو البابا القبطى الثانى عشر من عداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذى مكث بطريركا 42 سنة وسبعة شهور وخمسة أيام ( من 4 مارس سنة 188م – 9 اكتوبر سنة 230م ) (1) .
والبابا دمتريوس هو الرجل العفيف البسيط الذى طبقا للقصة التاريخية المعروفة أهدى البابا يوليانوس البابا الحادى عشر عنقود العنب الذى نضج فى غير أوانه , وكان ملاك الرب قد أعلن للأنبا يوليانوس بأن الذى يقدم له عنقود العنب الذى نضج فى غير أوانه هو المختار من الله ليجلس من بعده على كرسى مارمرقس وفعلا قد تم ذلك وارتقى على السدة الرسولية , وقد فاض الروح القدس عليه بالحكمة والمعرفة , فتمكن من ضبط حساب ذبح الخروف عند اليهود وتحديد موعد عيد القيامة عند المسيحيين واعتمد فى ذلك على حساب علم الفلك المعاصر الذى وضعه بطليموس الفلكى صاحب كتاب " المجسطى " . وكان البابا دمتريوس يوجه منشورا كل عام لكنائس العالم أجمع يحدد فيه موعد عيد القيامة (2) .
أهمية حساب الأبقطى : لقد أوصى الأباء الرسل فى الفصل الحادى والثلاثين من كتاب الدسقولية أن نصنع يوم الفصح " الذى هو يوم قيامة سيدنا يسوع المسيح " فى يوم الأحد الذى يلى فصح اليهود (1) وحساب الأبقطى هو الذى يحدد موعد ذبح الخروف عند اليهود ولأن ذبح الخروف عند اليهود مرتبط بالتقويم اليهودى , وتقويم اليهود مرتبطا بالشمس والقمر إذ أنه تقويم قمرى وشمسى معا – قمرى من حيث الشهور – كما أن اليهود والزراعة ترجع الى المناخ , والمناخ بدوره مرتبط بالشمس لا بالقمر , لذلك لجأوا الى إضافة شهر ثالث عشر فى كل ثلاث سنوات مرة حتى تساير السنة اليهودية السنة الشمسية , وحتى تقع الأعياد المرتبطة بالزراعة فى موعدها وفى موسمها تماما وعلى ذلك يتقدم يوم ذبح الخروف ويتأخر تبعا لإضافة الشهر الثالث عشر ( آذار الثانى ) أو عدم إضافته وبموجب حساب الأبقطى وبدون الرجوع الى اليهود أنفسهم يمكن التحديد ( أى تحديد ذبح خروف الفصح عند اليهود ) .
الباب الثانى : موعد عيد القيامة
موعد عيد القيامة فى القرن الثانى الميلادى : سجل القرن الثانى للمسيحية جدلا طويلا بين فريقين من الكنائس حول تحديد موعد عيد القيامة . أ- فالمسيحيون فى آسيا الصغرى وكيليكيا وبين النهرين وسوريا كانوا يعيدون فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى تذكارا للصلب , واليوم السادس عشر من الشهر المذكور للقيامة وذلك فى أى يوم من أيام الأسبوع سواء صادف الجمعة للصلب والأحد للقيامة أو لم يصادف (1). وكانوا فى يوم 14 نيسان عندما يجرون تذكار الصلب يفطرون اعتقادا منهم أن هذا اليوم هو يوم تحرير الجنس البشرى من العبودية , فيصرفون يوم الصلب فى الحزن وبعد الفريق يقول أنه تسلم هذه العادة من القديسين يوحنا وفيلبس الرسولين (2) . ب- أما المسيحيون فى بلاد اليونان ومصر والبنطس وفلسطين وبلاد العرب فلم يجعلوا اليوم ( 14 , 16 نيسان ) أهمية بقدر اهمية الجمعة كتذكار للصلب والأحد كتذكار للقيامة واستندوا فى ذلك الى تسليم القديسين بطرس وبولس الرسولين . ولقد استمر هذا النزاع بين الفريقين ولكن لم يؤثر على سلام الكنيسة , ولم يقطع رباط المحبة والأتحاد بين أعضائها . ولقد سافر بوليكربوس أسقف أزمير نحو سنة 160م الى روما لينهى بعض المسائل ومن بينها عيد الفصح , أملا بأن يقنع أنكيطوس أسقف روما وجهة نظره والسير على منوال كنائس أسيا , وبالرغم من طول الجدل .. إلا أن عرى الاتحاد لم تنفصل واشترك بوليكوبوس مع عدد من اساقفة روما فى خدمة القداس الإلهى وقدس أسقف أزمير الأسرار الإلهية (1) .
مجامع مكانية لحسم الخلاف : لقد استمر الحال على هذا المنوال الى أواخر القرن الثانى , وأوائل القرن الثالث الميلادى فعقدت مجامع مكانية مختلفة بعضها حكم بأن يعيد المسيحيون عيد القيامة فى يوم الأحد ولا يحل الصوم قبل ذلك ومن هذه المجامع انعقد مجمع روما سنة 198م برئاسة البابا فيكتور الذى أيد رسالة البابا دمتريوس الكرام (2) .
وأما مجمع افسس برئاسة بوليكراتس Polycrate اسقفها فحتم بوجوب تعييد الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى وتبعه مجمع فلسطين المؤلف من أربعة عشر إسقفا يتقدمهم نرقيسوس Narcisse أسقف أورشليم وكسيوس Cassius أسقف عكا وقرر مبدأ أعضاء الأربعة عشر ولكن مجمع فرنسا الذى عقده إيرناؤس سنة 197م اتبع طريقة كنيسة الإسكندرية التى أقرها فيكتور بابا روما وهى التى أققرها المجمع النيقاوى وأعتمدها ( فيما بعد ) ( 3 ) .
ولكن بقيت كنائس أسيا غير رأضية عن هذا القرار وظلت متمسكة بعادتها .. ولم يحسم هذا الخلاف بين الكنائس سوى مجمع نيقية سنة 325 م .
مجمع مكانية فى جزيرة بنى عمر يحرم الأربعة عشرية : جاء بكتاب السنكسار تحت يوم 4 برمهات ما يلى : فى مثل هذا اليوم أجتمع بجزيرة بنى عمر مجمع عن قوم يقال لهم الأربعة عشرية وهؤلاء كانوا يعلمون عيد الفصح المجيد مع اليهود فى اليوم الرابع عشر من هلال نيسان فى أى يوم اتفق من أيام الأسبوع فحرمهم اسقف الجزيرة وأرسل الى سيرابيون بطريرك الإسكندرية وسيمافيس أسقف بيت المقدس وأعلمهم ببدعة هؤلاء القوم فأرسل كل منهم رسالة حدد فيها أن لا يعمل الفصح الا فى يوم الأحد الذى يلى عيد اليهود وأمر بحرم كل من يتعدى هذا ويخالفه . واجتمع مجمع نم ثمانية عشر أسقفا وتليت عليهم هذه الرسائل المقدسة . فأستحضروا هؤلاء المخالفين وقرأوا عليهم الرسائل , فرجع البعض عن رأيهم السئ وبقى الآخرون على ضلالهم , فحرموهم . ومنعوهم وقرروا عمل الفصح كأوامر الرسل القديسين القائلين : أن من يعمل يوم القيامة فى غير يوم الأحد فقد شارك اليهود فى أعيادهم , وافترق من المسيحيين ...( 1 ) .
موقف كنيسة الإسكندرية من عيد القيامة : لقد كان لكنيسة الإسكندرية موقف رائد نحو هذا الخلاف وقد حدد البابا دمتريوس الكرام بأن يكون الفصح المسيحى فى يوم الأحد التالى للفصح اليهودى .. وكتب الى روما وأنطاكية وبيت المقدس موضحا لهم كيفية استخراج الحساب فلم يجد ممانعة فى شئ البته , بل قبله اكثر الأربعة عشرية وأوضح لهم ضرورة أن يكون الفصح المسيحى بعد الفصح اليهودى لأن السيد المسيح عمل الفصح مع الإسرائيليين فى اليوم الرابع عشر من نيسان ثم تألم بعد ذلك . أما الرسائل الفصحية التى كان يبعث بها بابوات الإسكندرية فهى رسائل متضمنة تعيين يوم الفصح المسيحى إعتمادا على أن مدرسة الإسكندرية كانت تعتنى بالحساب الفلكى لتعيين موعد اليوم الرابع عشر من نيسان الذى يكون عادة فى الاعتدال الربيعى . ولذلك كان حاملو هذه الرسائل يجوبون البلاد شرقا وغربا لكى يحتفل المسيحيون جميعا بالفصح فى يوم واحد ليكون السرور عاما (1) .
الدسقولية وموعد عيد القيامةجاء فى كتاب الدسقولية الباب الحادى والثلاثون أ- فى مقدمة الباب : ( وواجبنا نحن معشر المسيحيين أن نستقصى لأجل يوم الفصح كى لا نصنعه فى غير الأسبوع الذى يقع فيه اليوم الرابع عشر من الهلال ويوافق شهر نيسان الذى هو بالقبطى برموده . ب- وجاء فى أول الباب المذكور (1): ( يجب عليكم يا إخوتنا الذين أشتهريتم بالدم الكريم الذى للمسيح ,أن تعلموا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذى يكون فى زمان الاعتدال ( الربيعى ) الذى هو خمسة وعشرون من برمهات , وأن لا يعمل هذا العيد الذى هو تذكار آلام الواحد دفعتين فى السنة , بل دفعة واحدة للذى مات عنا دفعة واحدة . واحذروا من أن تعيدوا مع اليهود لأنه ليست لكم الآن معهم شركة . لأنهم ضلوا وأخطأوا وزلوا هؤلاء الذين ظنوا أنهم تكلموا بالحق فصاروا ضالين فى كل زمان وابتعدوا عن الحق . أما انتم فتحفظوا باستقصاء من عيد اليهود الذى فيه طعام الفطير الذى يكون فى زمن الربيع الذى هو خمسة وعشرون من برمهات هذا الذى يحفظ الى أحد وعشرين يوما من الهلال حتى لا يكون أربعة عشر من الهلال فى أسبوع آخر غير الأسبوع الذى تعلمون فيه الفصح فتصبحون تصنعون الفصح دفعتين فى السنة بقلة المعرفة .
أما عيد القيامة الذى لربنا ومخلصنا يسوع المسيح فلا تصنعوه فى يوم من الأيام البتة الا يوم الأحد . وصوموا فى أيام الفصح وابتدئوا من يوم الأثنين الى يوم الجمعة والسبت وهى ستة أيام .. إلخ .)
مجمع نيقية وموعد عيد القيامةالتأم المجمع المقدس المسكونى الأول فى نيقية بيثينية فى سنة 325م على قسطنطين الكبير ومن أشهر الآباء الذين حضروه الكسندروس بطريركالإسكندرية ومعه القديس أثناسيوس الكبير , وألكسندروس أسقف القسطنطينية , وأوسيوس أسقف قرطبة ( أسبانيا ) والكاهنان ثيتون وفكنديوس مندوبا سلفستر بابا روما , وأفسطاثيوس بطريرك أنطاكية , ومكاريوس أسقف أورشليم .. وكان عدد أباء هذا المجمع حسب ما وصل إلينا فى تقليد الكنيسة المقبول 318 أسقفا عدا عدد وافر من القسوس والشمامسة أتوا من كل الكنائس فى أوربا وأفريقية وآسيا . وقد دعى هذا المجمع للنظر فى بدعة أريوس الذى جدف على الأبن الكلمة – كلمة الله – وقال عنه أنه مخلوق وغير مساو للآب فى الجوهر . وبعد أن رذل المجمع بدعته وحكم عليه وحرمه . وضع دستور الإيمان الذى عرف بإسمه ( قانون الإيمان النيقاوى ( 1 ) . وبسبب الاختلافات فى تاريخ تعييد الفصح لم يتأخر المجمع النيقاوى المقدس عن العناية بحل هذه المسألة نهائيا إجابة لرغبة الملك قسطنطين . فتقرر فى هذا المجمع : أولا : أن يعيد الفصح دائما فى يوم أحد . وثانيا : أن يكون فى الأحد الذى بعد 14 القمرى أى بعد بدر الاعتدال الربيعى . وبما أن تحديد الاعتدال الربيعى يستدعى مراقبات وتدقيقات فلكية , وكانت الإسكندرية ممتازة على غيرها بالمعارف الفلكية فقد كلف المجمع أسقفها ( أى بطريركها ) أن يعين كل سنة يوم الفصح بموجب ما يحدد فى المجمع المقدس وأن يعلن ذلك لكل الكنائس , بقرب عيد الغطاس ,برسائل كانت تدعى فصحية ( 2 ) وقد أرسل آباء المجمع المقدس ( النيقاوى ) رسالة الى كنيسة الإسكندرية ( 3 ) يبلغون فيها الاكليروس والشعب بعض ما جرى كتابة ليتسنى لهم الاطلاع على ما دار من الأبحاث وما تم بشأنها من دروس وفحص دقيق وما انتهى المجمع الى وضعه وتثبيته وقد شملت الرسالة ثلاثة موضوعات تهم مصر وكنيسة الإسكندرية بنوع خاص وهى : (أ) – حرم أريوس وأفكاره . (ب) – موضوع ملاتيوس أسقف أسيوط ( أن يبقى فى مدينته مع تجريده من السلطة فلا يشرطن أحدا ولا يدير مصالح الكنيسة ... ) (ت) – الاتفاق المختص بالفصح المقدس .. وقد جاء بالرسالة بخصوص الموضوع الأخير ما يأتى : ( ثم أننا نعلن لكم البشرى السارة عن الاتفاق المختص الفصح المقدس فإن هذه القضية قد سويت بالصواب بحيث أن كل الأخوة الذين كانوا فى الشرق يجرون على مثال اليهود , صاروا من الآن فصاعدا يعيدون الفصح , العيد الأجل الأقدس , فى الوقت نفسه , كما تعيده كنيسة روما وكما تعيدونه انتم وجميع من كانوا يعيدونه هكذا منذ البداية ... )
ولذلك فقد سرتنا هذه النتائج المحمودة , كما سرنا استتباب السلام والاتفاق عامة مع قطع دابر كل بدعة . فاستقبلوا بأوفر إكرام وأعظم محبة زميلنا أسقفكم ألكسندروس الذى سرنا وجوده معنا ... الخ ) (1)
رسالة الأمبراطور قسطنطين بخصوص الفصح (2) فى مؤلف لافسابيوس , فى سيرة قسطنطين 35 : 18 – 20 , وجد نص رسالة يقال أن الأمبراطور أرسلها الى الذين لم يكونوا حاضرين فى المجمع جاء فيها ما يأتى: ( عندما اثيرت قضية عيد الفصح المقدس ارتأى الجميع رأيا واحدا أنه من المستحسن واللائق أن يحتفل المسيحيون كلهم فى هذا العيد , فى يوم واحد . لأنه أى شئ أجمل وأحب من أن نرى هذا العيد , الذى بواسطته نتلقى الرجاء بالخلود يحتفل فيه الجميع برأى واحد وأسلوب واحد ؟ فقد اعلن انه لا يناسب على الاطلاق , وخاصة فى هذا العيد الأقدس من كل الاعياد , أن نتبع تقليد أو حساب اليهود الذين عميت قلوبهم وعقولهم وغمسوا أيديهم بأعظم الجرائم فظاعة . وفى رفضنا عادتهم يمكننا أن نترك لذرارينا الطريقة القانونية للاحتفال بالفصح الذى ما زلنا نقيمه من عهد الام مخلصنا حتى يومنا الحاضر . ولذلك يجب ألا يكون لنا ما نشارك به على الشريعة وهكذا إذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الأسلوب ننفصل أيها الأخوة الحباء عن أن إشتراك ممقوت مع اليهود , لأنه عار علينا حقا أن نسمعهم يفتخرون أننا بدون إرشادهم لا نستطيع أن نحفظ هذا العيد . فأنى لهم أن يكونوا على صواب وهم الذين لم يفسحوا لأنفسهم , بعد موت المخلص , أن يتخذوا العقل مرشدا , بل ساروا تحت قيادة العنف الوحشى فريسة لأوهامهم . وليس لهم أن يعرفوا الحق فى مسألة الفصح لأنهم لعماهم وبغضهم لكل إصلاح يعيدون فصحهم غالبا مرتين فى سنة واحدة . فلا يسعنا إذن أن نقلدهم فى خطاهم الفاضح هذا . وكيف يمكننا أن نتبع من اعماهم ضلالهم ؟ إذ لا يجوز على الإطلاق أن نعيد الفصح مرتين فى نة واحدة . ولكن حتى إذا لم يكن هكذا فمن ألزم واجباتكم ألا تلوثوا أنفسكم بالصلة مع شعب شريد كهذا . زذ على ذلك أنه يجب أن تفكروا جيدا فى قضية خطيرة كهذه حتى لا يحدثأى إختلاف أو إنشقاق , فإن مخلصنا ترك لنا يوما احتفاليا واحدا لفدائنا أعنى به يوم آلمه المقدسة وقد أراد منا أن نؤسس كنيسة واحدة جامعة افتكروا إذن كم هو غير لائق أن يكون فى اليوم ذاته , البعض صائمين فى حين ينعم الآخرون بمائدة العيد متلذذين . أو إذ يكون البعض فى بهجة العيد يكون الآخرون صائمين فتطلب منا العناية الإلهية أن يصير إصلاح هذا الأمر وإيجاد نظام موحد . ولى رجاء أن يتفق الجميع فى هذه القضية . فمن جهة يدعونا الواجب ألا يكون لنا شركة مع قاتلى ربنا . ومن جهة أخرى بما أن العادة المتبعة الآن فى كنائس الغرب والجنوب والشمال مع بعض الكنائس فى الشرق هى الهم شيوعا لاح للمجمع أنه يحسن أن يتبع الجميع هذه العادة وأنا متأكد أنكم تقبلونها بفرح على مثال ما هو جار فى روما وأفريقية وأيطاليا ومصر وأسبانيا والغال ( فرنسا ) وبريطانيا وليبيا وكل أخائية , وفى أبريشيات أسيا والبنطس وكيليكية . يجب أن تنظروا فى هذه القضية ليس لأن عدد الكنائس فى الابرشيات المذكورة هو الأوفر فحسب بل لأن العقل يدل على صواب خطتهم . إذ يجب ألا يكون لنا شركة مع اليهود . ولنخلص الأمر بكلمات محدودة أنه , باتفاق حكم الكل , قد رؤى أن عيد الفصح الجزيل القداسة يجب أن يحتفل به فى كل مكان فى اليوم الواحد بعينه . ولا يليق أن نختلف فى الرأى فى شئ مقدس كهذا . أما وقد أتينا على تفاصيل هذه القضية فأقبلوا بطيبة خاطر ما شاء الله أن يأمر به حقا لأن كل ما يتم فى إجتماعات الأساقفة يجب أن يعتبر كأنه صادر عن اله . أخبروا إخوتكم بما اشترع واحفظوا هذا اليوم المقدس حسب ما بلغكم لنستطيع أن نعيد كلنا الفصح المقدس فى اليوم نفسه , وإذا سمح لى أن أتخذ نفسى معكم كما أشتهى أقول أنه قد جازلنا أن نفرح معا إذ نرى يد القدرة الإلهية قد جعلت وظيفتنا خادمة لإحباط مكائد الشرير . وهكذا يزهر بيننا الايمان والسلام والاتحاد . وليحفظكم الله بنعمته يا اخوتى الأحباء ) . وبعد أن أقر المجمع موضوع تحديد الفصح وأصدر القيصر قسطنطين منشورا بضرورة الاحتفال بالفصح فى وقت واحد كما رسم ذلك بابوات الإسكندرية , ظل المسيحيون يعتبرون هذا الحساب بقواعده الى اليوم ماعدا من استعمل التقويم الغربى ( الغريغورى ) من التابعين لكنيسة روما إذ انفصلوا سنة 1582 م فى أيام البابا الرومانى غريغوريوس الثالث عشر الذى أجرى تعديلا للتقويم كما غير موعد عيد القيامة .. وبذلك أنفرد الغربيون فى نظامهم إذ جعلوا حسابهم تابعا لسنتهم المعروفة الآن بالسنة الإفرنجية , ولذلك يتقدم عيدهم غالبا على عيد الشرقيين .
قاعدة غريغوريوس ( بابا روما ال 13 ) فى تحديد موعد عيد القيامة اتبع غريغوريوس طريقة خاصة يحدد بها موعد عيد القيامة فلم يعد يلجأ الى بطريرك الإسكندرية ولا الى حساب الأبقطى ولا الى القواعد المرعية منذ القديم .فقال بأن عيد القيامة يكون : أ- فى يوم الأحدب- الذى يلى البدر ( 14 فى الشهر القمرى ) ت- الذى يلى الاعتدال الربيعى ( 21 مارس ) وبهذه القاعدة قد يأتى عيد القيامة قبل ذبح خروف فصح اليهود ويكون المرموز اليه قد جاء قبل الرمز . أو قد يأتى عيد القيامة مع يوم ذبح خروف فصح اليهود وفى هذا إشتراك مع اليهود الذى لم تعد لنا معهم شركة ( الدسقولية باب 31 ) وبهذه أو بتلك يكون ذلك خروجا عن القواعد المرعية منذ القديم , وعن الدسقولية وعن قرارات المجامع المسكونة والمكانية .
الباب الثالث : العياد ومواعيدهاتنقسم الأعياد من حيث نوعها الى : (1) – أعياد سيدية ( وهى التى تخص السيد المسيح له المجد وعددها أربعة عشر عيدا , وهى نوعان : أ- أعياد سيدية كبيرة وعددها سبعة أعياد . ب- أعياد سيدية صغيرة وعددها سبعة أعياد . (2) – أعياد للسيدة العذراء والملائكة والرسل والشهداء والقديسين . وتنقسم كل هذه العياد من حيث تحديد مواعيدها الى نوعين : أعياد ثابتة التاريخ , واعياد متحركة ( متنقلة ) . أولا : الأعياد الثابتة الأعياد الثابتة او غير المتحركة ( المتنقلة ) هى تلك الأعياد التى تأتى كل عام فى نفس الموعد المحدد لها فى الكتب الطقسية مثل كتاب السنكسار أو كتاب الدفنار أو كتاب القطمارس , أو كتاب ترتيب البيعة وغيرهم فلا تتغير عن الموعد المرسوم لها فى الشهر القبطى . ومن الأعياد الثابتة ما يأتى : أ- من الأعياد السيدية الكبرى : + عيد البشارة 29 برمهات + عيد الميلاد 29 أو 28 كيهك + الغطاس 11 طوبة ب- من الأعياد السيدية الصغرى : + الختان 6 طوبة + عرس قانا الجليل 13 طوبة + دخول السيد المسيح الى الهيكل 8 أمشير + دخول السيد المسيح الى أرض مصر 24 بشنس + عيد التجلى 12 مسرى ج- أعياد السيدة العذراء : + ميلادها أو بشنس + دخولها الهيكل 3 كيهك + نياحتها 21 طوبة + إعلان صعود جسدها 16 مسرى وكذلك جميع أعياد الملائكة والقديسين ثابتة وغير متنقلة عن اليوم الذى وضع لها فى الكتب الكنسية .
ثانيا : الأعياد المتحركة : هى تلك الأعياد والمواسم التى تتقدم وتتأخر من أسبوع الى خمسة أسابيع لارتباطها بعضها ببعض وبعيد القيامة . ولما كان عيد القيامة مرتبط بالتقويم اليهودى , والتقويم اليهودى مرتبط بالشمس والقمر إذ هو تقويم شمسى قمرى . لذلك تتقدم وتتاخر طبقا لتقدم وتاخر ذبح خروف الفصح عند اليهود . وبالرجوع الى الكتب الطقسية مثل : قطمارس الصوم الكبير وقطمارس البصخة وقطمارس الخماسين ودلال أسبوع الالام وكتاب ترتيب البيعة , نستطيع أن ندرك هذه المجموعة من المناسبات وهى : 55 يوم الصوم الكبير 50 يوم الخماسين المقدسة ويسبق الصوم الكبير فطر الميلاد , ويلى الخماسين صوم الرسل القديسين . وبما أن فطر الميلاد يبدأ بيوم محدد ثابت وهو موعد عيد الميلاد 29 أو 28 كيهك . وصوم الرسل ينتهى فى اليوم الخامس من شهر أبيب عيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس . فتكون هذه المدة عبارة عن : 1- فطر الميلاد 2- الصوم الكبير 3- الخماسين 4- صوم الرسل وهذه المواسم عبارة عن 186 يوما ( فى سنوات البسيطة ) أو 187 يوما ( فى السنوات الكبيسة ) موزعة كالاتى :
معلوم أن فترة الصوم الكبير والخمسين المقدسة مدتها 105 يوم فتكون : 186 / 187 الفترة من عيد الميلاد الى عيد الرسل - 150 فترة الصوم الكبير والخمسين فيتبقى 81 أو 82 يوم هى عبارة عن فطر الميلاد مع صوم الرسل ويرتبط فطر الميلاد فى كميته مع صوم الرسل ارتباطا تكامليا أى إذا زاد الواحد نقص الآخر والعكس بالعكس بشرط الا يتجاوز معا 81 أو 82 يوما . ولابد أن يقع الصوم الكبير والخمسين المقدسة بين هذه المدة , ولابد أن تتقدم وتتأخر طبقا لنظام الفصح اليهودى , والمرتبط بدوره بالتقويم اليهودى القمرى الشمسى , لذلك تقل أيام فطر الميلاد إذا ما بكر عيد القيامة ويتيح ذلك زيارة أيام صوم الرسل . كما تقل أيام صوم الرسل إذا ما تأخر عيد القيامة ويتبع ذلك زيارة فطر الميلاد .
لماذا تختلف مدة ( فطر الميلاد وصوم الرسل ) من 81 يوما الى 82 يوما ؟ تكون مدة فطر الميلاد وأيام صوم الرسل معا 81 يوما على مدى ثلاثة سنوات متوالية وفى السنة الرابعة ( التى تقبل القسمة على 4 بدون باقى ) تكون المدة 82 يوما , والسبب فى ذلك يرجع الى موعد عيد الميلاد , فهو ثلاثة سنين يكون 29 كيهك والسنة الرابعة يكون 28 كيهك ومثال ذلك .. عيد الميلاد سنة 1704 ش 28 كيهك عيد الميلاد سنة 1705 ش 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1706 ش 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1707 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1708 28 كيهك عيد الميلاد سنة 1709 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1710 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1711 29 كيهك عيد الميلاد سنة 1712 28 كيهك وذلك لأن الكنيسة تحتفل بعيد البشارة يوم 29 برمهات وبعيد الميلاد يوم 29 كيهك من كل عام قبطى . ومجموع الفترة من 29 برمهات حتى 29 كيهك 275 يوما , على أساس أن النسئ 5 أيام فقط كل ثلاثة سنين متوالية .
9 شهور × 30 = 270 + 5 أيام النسئ = 275
ونحن نعلم أن النسئ يأتى 6 أيام كل أربعة سنين مرة فلو كان النسئ 6 أيام وعيد الميلاد فى 29 كيهك تكون الفترة 276 عوضا عن 275 يوما . ولما كانت مدة وجود الجنين فى أحشاء السيدة العذراء ثابتة بلا زيادة ولا نقص ( 275 يوما ) ولكى لا يزيد يوم وتصل المدة الى 276 يوما لذلك تعيد الكنيسة عيد الميلاد كل أربعة سنين مرة يوم 28 كيهك .
الباب الرابع : قواعد حساب الأبقطىلقد بنى البابا دمتريوس الكرام حساب الأبقطى على القواعد الفلكية القديمة فى العصور الأولى ولا سيما قاعدة ميتون Meton الفلكى الأثينى الذى اخترع الدور المنسوب اليه فى سنة 432 ق.م وعلى أثر وضعه استعمله الأغارقة ( اليونان Grecs ) فى تاريخ الأولمبيادات وعرف مواطنوه له هذا الجميل فرقموا هذا الدور بحروف من ذهب على لوح من المرمرووضعوه على هيكل مينرفا Minerve الهة الحكمة والفنون الجميلة فى أثينا ليعرف الناس ما قام به هذا الفلكى من خدمة للعلم . لذلك يدعوه الإنجليز والفرنسيون بالعدد الذهبى Golden Number ولقد جعل ميتون Meton هذا الدور مؤلفا من تسع عشرة سنة قمرية وسبعة أشهر , أو 235 شهرا قمريا تقابلها تسعة عشر سنة شمسية مربعة ودعى الفرق بين السنة الشمسية والقمرية أبقطى ( أى الباقى ) ومتى تكرر هذا الفرق 19 مرة كون السبعة الأشهر القمرية أو بالحرى أتم الدور القمرى .
وأما الكيكلوس ktkloc فهو الباقى من 1 الى 19 بعد استخراج الأدوار من السنين المربعة الشمسية ويعرف أيضا باسم آس القمر أو دور القمر أو جدول القمر (1) .
ونلاحظ أن فكرة الأبقطى تأسست على أساس الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية وقدرة 11 يوما سنويا وزدورة القمر فى الفضاء بالنسبة لنا تبلغ مدتها 18.6 سنة شمسية وإذ تتم دورة القمر فى الفضاء فى هذه المدة تعود لتدور مرة أخرى . ومن الجدول التى ندرك هذا الأساس :
الباب الخامسكيفية استخراج عيد القيامة وبقية الأعياد والمناسبات المتنقلة لمعرفة موعد عيد القيامة فى الشهر القبطى يلزم معرفة أول السنة القبطية وهو أول برمودة فى نفس الوقت , وبعد ذلك يستخرج يوم ذبح الخروف عند اليهود ومن ثم أحد القيامة الذى يليه مباشرة .
أولا : خطوات معرفة أول السنة القبطية : لمعرفة أول السنة القبطية بحساب الأبقطى فى أى يوم من أيام الأسبوع تبدأ , يتبع ما يأتى من خطوات : أ- يستخرج دور الشمس من 1 – 28 سنة . ب- من الدور يستخرج أبقطى الشمس من 1 – 7 أيام . ت- يحسب الأبقطى من الأربعاء دائما ث- نصل الى يوم أول السنة القبطية من أيام الأسبوع وهو فى نفس الوقت أول برمودة .
( أ ) – دور الشمس : لكى نستخرج دور الشمس لأى سنة نجرى ما يأتى : 1- نأخذ السنة القبطية ( سنة الشهداء ) المراد معرفة فى أى يوم يكون رأسها . 2- نطرح من رقم السنة مقدار 4 ( وهذه قاعدة ثابتة ) 3- نقسم الناتج بعد ذلك على 28 سنة ( أدوار شمس ) 4- الباقى هو دور الشمس مثال : سنة 1705 ش ( 1 ) 1705 – 4 = 1701
( 2 ) نقسم 1701 على 28 ثم نأخذ باقى العملية الحسابية إذن الباقى 21 إذن دور الشمس لهذه السنة 21
( ب ) – أبقطى الشمس : 1- يضاف على دور الشمس ربعه بلا كسور 2- يطرح من الناتج الأسابيع الكاملة أى نسقط منه 7/7/7 ( سبعات ) والباقى هو أبقطى الشمس . مثال : فى سنة 1705 ش كان دور الشمس لهذه السنة هو 21
(1) 21 + 5 = 26 (2) 26 نسقط منها أسابيع كاملة
26 يوم بها ثلاثة أسابيع ب 21 يوم والباقى 5 إذن الباقى 5 إذن أبقطى الشمس هو 5
( ج ) – تعيين اليوم الأسبوع ( بداية السنة ) متى علم أبقطى الشمس أمكن تعيين اليوم الأسبوعى بسهولة بأن يبدأ الأربعاء , ومن خلال هذا الجدول البسيط يعرف اليوم الأسبوعى متى عرف الأبقطى .
مثال : فى سنة 1705 للشهداء كان أبقطى الشمس 5 إذن بداية السنة ( النيروز هى يوم الأحد .
( د ) – استخراج بداية بقية الشهور : معروف أن أول توت يتفق مع اول برمودة فى بدايته أى إذا بدأ توت يوم الأحد يبدأ برمودة فى الأحد وهكذا . ولاستخراج بداية بقية الشهور يكتب جدول بشهور السنة كالآتى : توت برمودة بابه بشنس هاتور بؤنة كيهك أبيب طوبة مسرى أمشير النسى برمهات
ولما كان الشهر القبطى ثلاثين يوما , والشهور متساوية , إذن , إذا بدأ شهر توت فى يوم الأحد تكون نهايته الأثنين ويبدأ شهر بابه بالثلاثاء وشهر هاتور بالخميس وكيهك بالسبت وطوبة بالاثنين وأمشير بالاربعاء وبرمهات بالجمعة وبرمودة بالاحد .
ونلاحظ أن بداية توت تشبه بداية برمودة . وبداية بابه تشبه بداية بشنس وبداية هاتور تشبهبداية بؤونه وهكذا ... تطبيق : لو طبقنا ذلك على سنة 1705 ش مثلا نجد الآتى :
الأحد توت الأحد برمودة الثلاثاء بابه الثلاثاء بشنس الخميس هاتور الخميس بؤونه السبت كيهك السبت أبيب الأثنين طوبة الأثنين مسرى الأربعاء أمشير الأربعاء النسئ الجمعة برمهات
ثانيا : استخراج موعد يوم ذبح الخروف عند اليهود : لكى يتم استخراج موعد يوم ذبح خروف الفصح يلزمنا أولا أن نعرف دور القمر وأبقطى القمر لتلك السنة ثم نسنتخرج يوم ذبح الخروف
( أ ) – دور القمر : يتم تحديد دور القمر إما عن طريق سنة الشهداء أو عن طريق السنة الميلادية التى يقع خلالها عيد القيامة المجيد ولاستخراج دور القمر يجرى ما يأتى :
الطريقة الأولى : ( سنة الشهداء ) 1- نأخذ سنة الشهداء المطلوبة ( كاملة ) 2- نطرح منها 1 ( واحد ) دائما 3- نقسم الباقى على أدوار قمر 19 4- الباقى هو دور القمر
مثال : سنة 1705 ش 1705 – 1 = 1704 نقسم 1704 على 19 ثم نأخذ باقى العملية الحسابية
إذن الباقى هو 13 وهو دور القمر
الطريقة الثانية : ( السنة الميلادية ) 1- نأخذ السنة الميلادية كاملة 2- نقسم السنة على 19 أدوار قمر 3- الباقى هو دور القمر
مثال : سنة 1989م 1989 / 19 إذن الباقى 13 وهو دور القمر
( ب ) – أبقطى القمر : لآستخراج أبقطى القمر يجرى ما يأتى : 1- نضرب دور القمر × 11 يوما ( وهو الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية ) . 2- الحاصل نسقطه من الشهور الكاملة ( 30 يوما ) 3- الباقى هو أبقطى القمر لتلك السنة
مثال : سنة 1705 ش كان دور القمر لتلك السنة 13 (1) 13 × 11 = 143 (2) 143 نسقط منها الشهور الكاملة إذن الباقى 23 وهو أبقطى القمر
( ج ) تحديد موعد ذبح الخروف وعيد القيامة :
لتحديد موعد ذبح الخروف عند اليهود يجرى ما يأتى : 1- نطرح أبقطى القمر من 40 وهذه قاعدة ثابتة 2- الباقى يكون عدد أيام ذبح الخروف أى فصح اليهود فى الشهر القبطى إما فى برمودة أو فى برمهات ويعرف مما يأتى :
* من 1 الى 23 يكون فى برمودة * من 25 الى 30 يكون فى برمهات ولا يأتى 24 البتة 3- يعرف اسم يوم ذبح الخروف من بين أيام الأسبوع 4- يوم الأحد الذى يأتى بعده يكون عيد القيامة المجيد
مثال : سنة 1705 ش كان أبقطى القمر لهذه السنة 23 (1) 40 – 23 = 17 (2) إذن ذبح الخروف يوم 17 برمودة (3) سنة 1705 كان بداية السنة : يوم الأحد وهو اول برمودة ومن خلال الجدول التالى يتضح أن يوم 17 برمودة يوافق
(4) إذن عيد القيامة فى تلك السنة يوافق يوم الحد 22 برمودة .
تمييز السنة الكبيسة من البسيطةكل 4 ( اربع ) سنين من أى تاريخ سنواته شمسية تكون الرابعة منها كبيسة ولكن يوجد عند القبط الكبيس السنة حسابان . واسم الكبيسة فى السنين القبطية على نوعين : الأولى الكبيسة الاضافية (1) والثانية الكبيسة الأبقطية (2)
فالأولى أى الكبيسة الإضافية : يليق أن تطلق على السنة الثالثة من كل 4 ( أربع ) سنوات عند قسمة المائة على 4 ( أى إذا قسمت على 4 يكون الباقى 3 ) لأن نسيئها 6 ( ستة ) أام وعددها 366 يوما .
فيقال أن السنة الثالثة ( كبيسة ) أو ( كبيسة إضافية ) ويجوز أن يقال ( كبيسة عادية ) أو ( حقيقية ) وذلك عند ذكر إضافة يوم الكبيس وذكر كون السنة 366 يوما . وهذا النوع أعنى تسمية السنة الثالثة كبيسة يستعمله المؤرخون وحدهم ولا سيما غير القبط . مستندين فى ذلك الى كون نسيئها 6 ( ستة ) أيام . ولكن أصحاب حساب الأبقطى يختل حسابهم إذا لم يسموا الرابعة كبيسة أو على الأقل يسمونها تالية للكبيسة . أى أنهم لا يستغنون عن لفظة كبيسة للسنة الرابعة .
والثانية أى الكبيسة الأبقطية : يصح أن تطلق عند القبط على السنة الرابعة من كل 4 سنوات حسب اصطلاح أصحاب حساب الأبقطى ( أى تقبل القسمة 4 بدون باقى ) وذلك ضرورى عند ذكر حدوث التأثيرات الكثيرة فيها بسبب إضافة يوم الكبيس قبلها . مع كونها 365 يوما كإحدى السنين البسيطة . فيقال للسنة الرابعة ( كبيسة ) أو ( كبيسة أبقطية ) . ويجوز أن يقال لها ( كبيسة تأثيرية ) أو ( تالية للكبيسة ) .
والمؤرخون من غير القبط لا يحتاجون الى تسمية الرابعة كبيسة ولذلك قد يعترض أحدهم على تسمية الرابعة كبيسة . فنجيبه أننا عارفون ونحن معك فى ذلك . ولكن ذكر كلمة كبيسة للرابعة ضرورى عندنا . ولا غنى لنا عنه لأجل ذكر تأثيرات يوم الكبيس فيها . وبدون ذلك لا يصح معنا حساب الأبقطى . ولكن لأجل إرضاء الفريقين نقول عن السنة الثالثة كبيسة " إضافية " وعن السنة الرابعة " كبيسة أبقطية " . نقول ذلك أحيانا بصريح اللفظ . وأحيانا نقول كبيسة فقط حال كوننا نضمر كلمة " إضافية " للثالثة " وأبقطية " للرابعة .
ويلاحظ أن السنة الكبيسة الأبقطية هى التى : (أ) ينتقل نسيئها يومين من أيام الأسبوع لا يوما واحدا (ب) يكون عيد الميلاد فيها واقعا فى 28 كيهك بدل 29 فى السنوات البسيطة . لكى لا يزيد يوم الكبيس على عدد ما بين عيد البشارة ويوم الميلاد . (ت) يكون نسئ السنة التى قبلها 6 أيام أى كبيسا فتكون 366 يوما أى تكون هذه السنة كبيسة إضافية .
حساب الكبيسة الإضافية (1) حساب الكبيسة الإضافية يكون بأن نأخذ المئة التى فيها السنة المطلوبة ونقسمها على 4 ( أربعة ) فإن فضل 3 ( ثلاثة ) تكون السنة كبيسة إضافية والا فهى بسيطة . وعلى ذلك تكون السنة الرابعة " بسيطة أولى " . والأولى من كل 4 سنوات بسيطة ثانية . والثانية بسيطة ثالثة والثالثة كبيسة وعلى ذلك تدعى سنة 1720 ش بسيطة أولى . و 1721 ش بسيطة ثانية و 1722 ش بسيطة ثالثة . و 1723 ش كبيسة وسنة 1724 بسيطة أولى .. وهكذا .
حساب الكبيسة الأبقطية (1) حساب الكبيسة الأبقطية يكون بأن نأخذ جزء المئات التى فيها السنة المطلوبة ففى الوقت الحاضر ونحن فى المئة الثامنة عشرة للشهداء مثلا نأخذ ما بعد 1700 . وكذلك العمل فى غيرها من المئات الماضية والمستقبلة إذا وضعنا فى حسابنا كبيسها ونسقطه أربعة فأربعة أى أدوار سنين كبيسة ومهما فضل من واحد الى ثلاثة فتكون السنة بسيطة وإذا كان الكل ساقطا فهى كبيسة . أى أن كل ثلاث سنين والرابعة كبيسة لأن دور الكبيس 4 . مثال ذلك سنة 1724 ش نأخذ جزء المئة التى فيها وهو 24 ونسقطة 4 ( أربعة ) 4 ( أربعة ) فيكون الكل ساقطا . فتكون تلك السنة كبيسة ( أبقطية ) .
طريقة معرفة عدد أيام الرفاع الكبير( من فطر الميلاد الى بداية الصوم الكبير ) (1) نأخذ عدد الأيام التى أنقضت من الشهر الذى وقع فيه عيد القيامة فى تلك السنة الى يوم العيد المذكور . (2) أ- إن كان العيد فى برمهات نضيف الى هذه المدة ستة أيام فتكون الجملة عدد أيام الرفاع الكبير ب – وإن كان العيد فى برمودة نضيف الى هذه المدة 36 يوما فتكون الجملة عدد أيام الرفاع الكبير . (3) فى السنة الكبيسة الأبقطية نضيف أيضا الى الجملة المذكورة يوما واحدا ( وهو الثامن والعشرون من كيهك ) فتكون الجملة عدد أيام الرفاع الكبير .
مثال : سنة 1705 ش عيد القيامة فى 22 برمودة 22 + 36 = 58 يوما إذن رفاع الميلاد يكون 58 يوما
طرقة معرفة عدد أيام صوم الرسل(1) نحدد اليوم الذى فيه عيد القيامة وكم يوما مضى من الشهر .(2) أ- فإذا كان العيد فى برمهات نأخذ باقى برمهات ونضيف اليه 45 يوما فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل . ت- وإذا كان العيد فى برمودة نأخذ باقى برمودة ونضيف اليه 15 يوما فيكون المجموع عدد أيام صوم الرسل .
مثال : سنة 1705 ش العيد 22 برمودة إذن 8 + 15 = 23 يوما إذن صوم الرسل يكون 23 يوما .
ملحوظة : معروف أن مجموع أيام فطر الميلاد وصوم الرسل معا 81 يوما فى السنة البسيطة أو 82 يوما فى السنة الكبيسة لذلك فإننا إذا أسقطنا عدد أيام صوم الرسل من 81 يكون الباقى هو عدد أيام الرفاع أى أفطار الميلاط ولكن فى السنة الكبيسة الأبقطية إما نضيف الى الباقى من عدد 81 المذكور يوما واحدا ( وهو الثامن والعشرون من كيهك ) ليصح عدد أيام الإفطار , أى بدل ذلك نجعل الاسقاط للكبيسة من 82 .
طريقة تحديد يوم رفاع نينوىأولا : نحدد موعد عيد القيامة الذى لتلك السنة وكم يوما مضى من ذلك الشهر . ثانيا : (1) إن كان العيد فى شهر برمهات نضيف الى هذه المدة عشرين يوما فتزيد الجملة عن 30 ( ثلاثين ) دائما . - فنسقط منها 30 ثلاثين والباقى يكون عدد يوم رفاع نينوى فى طوبة . ( 2) وإن كان العيد فى برمودة , نضيف الى ذلك 20 يوما المذكورة ومهما كان الناتج يكون عدد رفاع نينوى فى طوبة أيضا . وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقى يكون عدد رفاع نينوى فى أمشير .
مثال : معرفة رفاع نينوى لسنة 1705 ش فى سنة 1705 ش كان عيد القيامة يوم 22 برمودة (1) نضيف ال 22 الى 20 يوما = 42 فنجدها تزيد على 30 (2) نسقط من ال 42 ثلاثين يوما إذا 42 – 30 = 12 وهو موعد رفاع نينوى فى شهر أمشير . إذن رفاع نينوى لسنة 1705 هو يوم 12 أمشير
طريقة معرفة يوم رفاع الصوم الكبيرأولا : نحدد موعد عيد القيامة الذى لتلك السنة كما هو فى شهرةثانيا : ( 1 ) فإن كان فى برمهات نضيف الى ذلك 4 ( أربعة ) أيام ومهما كان الناتج : (أ) فإن كان 30 يكون الرفاع 30 طوبة (ب) وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقة يكون تاريخ يوم الرفاع فى أمشير . (3) فإن كان عيد القيامة فى برمودة نضيف الى ذلك الأربعة أيام المذكورة ومهما كان الناتج . من 1 الى 30 يكون عدد يوم الرفاع فى شهر أمشير . ت- وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقى يكون تاريخ يوم الرفاع فى شهر برمهات .
مثال : لتحديد يوم رفاع الصوم الكبير لسنة 1705 ش فى سنة 1705 ش كان عيد القيامة يوم 22 برمودة ( 1 ) نضيف ال 22 الى 4 = 26 إذن يكون موعد يوم رفاع الصوم الكبير لسنة 1705 هو يوم 26 أمشير .
طريقة تحديد يوم عيد الصعود
أولا : نحدد موعد عيد القيامة لتلك السنة وكم يوما انقضت فى شهرهثانيا : (1) فإن كان فى برمهات نضيف الى ذلك 9 ( تسعة ) أيام فتزيد الجملة عن 30 دائما . فنسقط منها 30 والباقى يكون عدد عيد الصعود فى شهر بشنس . ( 2 ) وإن كان عيد القيامة فى برمودة نضيف اليه 9 أيام المذكورة ومهما كان الناتج يكون موعد عيد الصعود فى شهر بشنس أيضا . وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقى يكون موعد عيد الصعود فى شهر بؤونة . مثال : لتحديد يوم عيد الصعود لسنة 1705 ش فى سنة 1705 ش كان عيد القيامة يوم 22 برمودة (1) نضيف ال 22 الى 9 أيام = 31 (2) نسقط من ال 31 ثلاثين يوما 31 – 30 = 1 وهو موعد يوم عيد الصعود إذن عيد الصعود لسنة 1705 ش هو أول بؤونة .
تحديد موعد عيد العنصرة ( البنتيكوستى ) أولا : نحدد موعد عيد القيامة لتلك السنة وكم يوما أنقضت فى شهره ثانيا : ( 1 ) فإن كان فى برمهات نضيف الى ذلك 19 يوما فتزيد الجملة عن 30 دائما . نسقط منها 30 والباقى يكون موعد عيد العنصرة فى شهر بشنس . ( 2) وإن كان عيد القيامة فى برمودة نضيف اليه 19 يوما المذكورة . فتكون الجملة موعد عيد العنصرة فى بشنس أيضا وإن زادت الجملة عن 30 نسقط منها 30 والباقى يكون موعد يوم عيد العنصرة فى شهر بؤونة
مثال : لتحديد يوم عيد القيامة لسنة 1705 ش فى سنة 1705 ش كان عيد القيامة يوم 22 برمودة (1) نضيف ال 22 الى 19 = 41 (2) نسقط من ال 41 ثلاثين يوما 41 – 30 = 11 وهو موعد يوم عيد العنصرة فى شهر بؤونة إذن عيد العنصرة لسنة 1705 ش هو يوم 11 بؤونة .
الباب السادسمقابلة تواريخ الأيام فى السنوات الإفرنجية مع تواريخ الأيام فى السنوات القبطية عدد أيام كل من السنتين الإفرنجية والقبطية هو 366 يوما إن كانت كبيسة و 365 يوما أن كانت بسيطة .فلو كان اليوم الإضافى فى السنة الكبيسة الإفرنجية يقع مقابل اليوم الإضافى فى السنة الكبيسة القبطية الإضافية تماما لكانت تواريخ الأيام فى السنين كلها تقع متقابلة بغير تغيير فى سنة عن الأخرى ولكن لأن هذا غير الواقع فقد اختلفت تقابل التاريخين على الصورة الآتية :- السنوات الإفرنجية الكبيسة ( القابلة القسمة على 4 ) تبتدئ دائما فى السنوات القبطية الواقعة بعد السنة القبطية الكبيسة الإضافية ( التى إذا قسمت على 4 يبقى منها 3 ) أو بعبارة أخرى نقول أن السنوات الإفرنجية الكبيسة تبتدئ فى بحر السنة القبطية الكبيسة الأبقطية ( أى القابلة القسمة على 4 )
مثال ذلك : أول يناير سنة 1988 إفرنجية يقع خلال شهر كيهك سنة 1704 للشهداء وسنة 1988 إفرنجية كبيسة أما سنة 1704 للشهداء فهى كبيسة أبقطية قبطية وتقع بعد سنة 1703 الكبيسة الإضافية لذلك نقول : - إن اليوم الزائد فى شهر النسئ فى السنة القبطية الكبيسة الإضافية يرفع مقابلة التاريخ الإفرنجى فى شهر شبتمبر يوما واحدا ويستمر الحال على ذلك حتى يأتى شهر فبراير من السنة الإفرنجية التالية وهى كبية يكون فبراير فيها 29 يوما لا 28 فيأتى أول مارس ويكون التاريخ القبطى مقابله قد أرتفع يوما واحدا مثلما أرتفع التاريخ الإفرنجى يوما واحدا مقابل يوم النسئ الزائد . ومن أول مارس الى نقية الشهور فى السنة والثلاث سنوات التالية يقع تقابل التواريخ بلا تغيير حتى يأتى يوم النسئ الزائد فى السنة الرابعة القبطية فيبدأ الاختلاف فى التقابل ولا يزول الا فى أول مارس من السنة التالية وهكذا دواليك كل أربع سنوات الى آخر القرن .
وكان يمكن أن تكون هذه قاعدة عامة على كل القرون لولا أن وجود سنوات المئات الإفرنجية البسيطة مثل 1700 , 1800 , 1900 التى تقبل القسمة على أربعة ومع ذلك اعتبرت سنوات بسيطة يحول دون ذلك .
وفيما يلى جدول بالتوارخ الإفرنجية التى تقابل اوائل الشهور القبطية فى القرنين ال 20 وال 21 أى من سنة 1901 – 2099 م
+ أول توت فى السنوات القبطية القابلة القسمة على أربعة يقع 12 سبتمبر وفى غيرها يقع فى 11 منه . + أول بابه فى السنوات القبطية القابلة القسمة على أربعة يقع فى 12 اكتوبر وفى غيرها يقع فى 11 منه . + أول هاتور فى السنوات القبطية القابلة القمسة على أربعة يقع فى 11 نوفمبر وفى غيرها يقع فى 10 منه . + أول كيهك فى السنوات القبطية القابلة القسمة على أربعة يقع فى 11 ديسمبر وفى غيرها يقع فى 10 منه . + أول طوبة فى السنوات القبطية القابلة القسمة على أربعة يقع فى 10 يناير وفى غيرها يقع فى 9 منه . + أول أمشير فى السنوات القبطية القابلة على أربعة يقع فى 9 فبراير وفى غيرها يقع فى 8 منه . ولأن فبراير المقابل للسنة القبطية القابلة القسمة على 4 سيكون 29 يوما أى أن اليوم الذى تقدم فى الكبيسة القبطية حصل تقدم نظيره الآن فى السنة الإفرنجية لذلك فابتداء من أول مارس المقابل الى 22 أمشير تتقابل التواريخ دون تغيير باستمرار كل السنين على الدوام فيكون أول برمهات دائما فى البسيطة والكبيسة مقابلا 10 مارس واول برمودة دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 9 أبريل . وأول بشنس دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 9 مايو . وأول بؤونه دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 8 يوينه . وأول ابيب دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 8 يوليه . وأول مسرى دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 7 أغسطس . وأول النسئ دائما فى البسيطة والكبيسة يقابل 6 سبتمبر . ثم يستمر النسئ الى 10 سبتمبر إن كان بسيطا والى 11 منه أن كان كبيسا . وفيما يلى نضع طريقة استخراج التاريخ القبطى من التاريخ الإفرنجى كما نضع جدولين لمعرفة اسم الشهر وتاريخ اليوم فى المقابلين للشهر وتاريخ اليوم المعلومين . مأخوذين من التحفة البرموسية للمسعودى موضحين كيفية استعمال كل منهما .
أولا : كيفية تحويل التاريخ القبطى الى التاريخ الإفرنجى الذى يقابله والعكس بالقرنين 20 و 21 الميلاديين .
نعرف سنة التاريخ الآخر المقابلة لسنة التاريخ المعلومة بالكيفية الآتية :- أولا : لتحويل السنة القبطية الى السنة الإفرنجية المقابلة ننظر الى التاريخ المطلوب البحث عن مقابله . (1) فإذا كان هو أول توت أو 21 كيهك أو واقعا بينهما نضيف دائما الى عدد السنة القبطية عدد 283 فنحصل على رقم السنة الإفرنجية المقابلة . (2) أما إذا كان التاريخ هو 22 كيهك فلننظر الى عدد السنة القبطية فإن كان يقبل القسمة على 4 بدون باقى نضيف عدد 284 فنحصل على عدد السنة الإفرنجية المقابلة والا نضيف عدد 283 كالفقرة قبله فنحصل على عدد السنة الإفرنجية المقابلة . (3) أما إذا كان التاريخ المطلوب البحث عن مقابله هو 23 كيهك أو بعده لآخر السنة القبطية نضيف دائما عدد 284 فنحصل على عدد السنة الإفرنجية .
ثانيا : لتحويل السنة الإفرنجية الى السنة القبطية المقابلة – ننظر الى التاريخ المطلوب البحث عن مقابله . (1) فإذا كان هو اول يناير أو 10 سبتمبر أو واقعا بينهما فلنسقط دائما من عدد السنة الإفرنجية عدد 284 فنحصل على عدد السنة القبطية المقابلة . (2) أما إذا كان التاريخ هو 11 سبتمبر فلنسقط من عدد السنة الإفرنجية عدد 284 وبعد ذلك ننظر الى الباقى فإذا اتفق أن يكون باقى قسمته على 4 هو 3 وفى نفس الوقت كان رقم السنة الإفرنجية كذلك ( أى باقى قسمته على 4 هو 3 ) كان هذا اليوم ( 11/9 ) يقابل 6 نسئ من السنة القبطية التى عددها هو الباقى بعد إسقاط العدد 284 سالف الذكر . والا فإن هذا اليوم ( 11/9 ) يكون اول توت من السنة القبطية التالية لتلك أى نزيد عدد ( واحد ) على الباقى بعد الإسقاط أو نعتبر المجموع هو عدد السنة القبطية ويوم 11/9 هو أول توت منها . وذلك لأن 11/9 تارة يقع مقابل نهاية السنة الكبيسة القبطية الإضافية – وتارة يقع أول السنة القبطية , ونهاية السنة الكبيسة القبطية الإضافية تقع فى بحر السنة الإفرنجية التى باقى قسمتها على 4 هو 3 وذلك بصفة مستديمة . لذلك قلنا أنه إذا اتفق فى وقت واحد أن يكون الباقى بعد قسمته كل من السنتين على 4 هو 3 وجب اعتبار11/9 مقابلا 6 نسئ وإلا فهو أول توت . (3) أما إذا كان التاريخ المطلوب البحث عن مقابله هو 12 سبتمبر أو ما بعده لآخر السنة فلنسقط دائما من عدد السنة الإفرنجية عدد 283 فنحصل على عدد السنة القبطية المقابلة . أما معرفة اسم الشهر وتاريخ اليوم فى المقابلين للشهر وتاريخ اليوم المعلومين ( فيما عدا 11/9 المنوه عنه أعلاه ) فيمكن معرفتهما من الجدولين الآتيين بعد بملاحظة السنوات القبطية ما إذا كانت تقبل القسمة على 4 أم لا . مراجع البحثأولا : المراجع المطبوعة1- السنكسار اليعقوبى – قام على نشره رينية باسيه . 2- الدسقولية – تعريب القمص مرقس داوود – الطبعة الخامسة أغسطس 1979 م . 3- القمص عبد المسيح صليب المسعودى البراموسى – كتاب التحفة البرموسية – القاهرة 1925 م . 4- القمص عبد المسيح صليب المسعودى البراموسى(كتاب الكرمة ) – القاهرة 1926 5- القمص عبد المسيح صليب المسعودى البراموسى الدرة النفسية فى حسابات الكنيسة – القاهرة 1936. 6- الدكتور شاكر باسيليوس – محاضرات فى الأبقطى والتقاويم – ( لم تنشر بعد ) . 7- المستشار زكى شنوده – كتاب المسيح – القاهرة 1975 . 8- رشدى واصف بهمان – محاضرات فى علم اللاهوت الطقسى ( العلمى ) – لم تنشر بعد ) . 9- القمص يوحنا جرجس وجبران نعمة الله الاسكندرى – اللؤلؤة البهية فى التراتيل الروحية – الطبعة الثانية – القاهرة 1921 م . 10-يوسف فضل الله – كتاب الميه فى حساب الكرمة الزهية – الاسكندرية 1892 م . 11-جرجس فيلوثاؤس عوض – تصحيح حساب الأيام والسنين القبطية وتوحيد الأعياد المسيحية – الطبعة الولى 1948 م . 12-جرجس فيلوثاؤس عوض – أساس التقاويم – الطبعة الأولى – القاهرة 1915م . 13-جرجس فيلوثاؤس عوض – الجدول الدهرى لاستخراج الأعياد المتنقلة – القاهرة 1915 م . 14-صبحى شلبى – مختصر مفيد عن التقويم القبطى ( المصرى ) – القاهرة 1967 م . 15-النبا يؤنس أسقف الغربية – الاستشهاد فى المسيحية – الطبعة الثانية فبراير 1978 م . 16-الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونين – تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية – قام على نشره ب . ايفيت – باريس 1904 م . 17-كامل صالح نخلة – تاريخ وجداول بطاركة الاسكندرية القبط – طبعة أولى 1943 م . 18-الأرشميندريت حنانيا الياس كساب – مجموعة الشرع الكنسى – منشورات النور – بيروت – 1985 م . 19-الفريق أمسن ( باشا ) فهد المعلوف – المعجم الفلكى طبع سنة 1935 م . 20-المسيوايتين ديريوتون والمسيوجان فاندييه – كتاب ( مصر ) – تعريب الأستاذ عباس بيومى . 21-الاستاذ سليم حسن – موسوعة تاريخ مصر القديمة – المجلد الخامس عشر . 22-الموسوعة المصرية ( تاريخ مصر القديمة وآثارها ) – إصدار وزارة الثقافة والاعلام بجمهورية مصر العربية – المجلد الأول – الجزء الأول . 23-المجلة القبطية ( لصاحبها جرجس فيلوثاؤس عوض ) السنة الأولى . 24-مجلة عين شمس ( لصاحبها اقلديوس يوحنا لبيب الميرى ) السنة الثانية . 25-مجلة معهد الدراسات القبطية – السنة الأولى 1958 م. 26-مجلة جمعية الاثار القبطية – المجلد الحادى عشر 1945م . 27-مجلة الهلال يناير 1984 م . 28- The Harm Sworth Encyclopaedia Volume VIII . 29- R Engelback , Introduction to Egyptian Archaeology , Cairo 1946
ثانيا : المخطوطات30- مخطوط رقم 314 لاهوت / 547 مكتبة الدار البطريركية مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة للقس شمس الرياسة أبو البركات المعروف بابن كبر 31- مخطوط رقم 177 مقدسة / 108 ( 2 ) مكتبة الدار البطريركية – ( الباب الثالث والعشرين من كتاب مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة ) للقس شمس الرياسة ابو بركات المعروف بابن كبر ويشتمل أيضا حساب البقطى . 32- مخطوط طرف المؤلف عن الأبقطى ومقابلة التواريخ 33- مخطوط رقم 73 طقس / 742 ورقم 74 طقس / 743 مكتبة الدرا البطريركية ( ترتيب البيعة ) . 34- مخطوط رقم 231 طقس / 1033 ورقم 232 طقي / 1034 مكتبة الدار البطريركية ( ترتيب البيعة ) . 35- مخطوط السنكسار ( الجزء الثانى من برمهات الى النسئ ) بدير النبا بضابا – نجع حمادى . |
يجب فتح الصفحة ببرنامج Internet Explorer حتي يمكن تحميل المواد