" نفسه فى الخير تثبت.....مز13:25 "
اصيبت فتاة فرنسية بمرض خطير وهى فى ال15 من عمرها وفى المستشفى بينما كان الطبيب خارج من حجرتها اعترضت طريقه امراة معروفة بانها من اشر نساء باريس وسالته وهى مذعورة عن حال الفتاة المريضة وهى تقول فى انين وتنهد (انا امها واريد ان اراها) ولم تكن المراة قد رات ابنتها منذ 12 سنة الا من بعيد اى منذ كانت الفتاة فى سن الثالثة ولكنها ظلت تنفق عليها من مالها والفتاة لا تعلم ذلك كان ضنك الام خليقا بالرثاء والاشفاق واندفعت الام فى تلك الليلة وهى متخفية فى ثياب ممرضة ودخلت حجرة ابنتها التى اقتربت من الموت وبقيت طوال الليل الى جانب السري يتقطع قلبها وتخرج من احشائها زفرات حارة وهى ترقب ابنتها وهى تحتضر ولما اشرفت على النهاية لتلفظ انفاسها الاخيرة عرض الطبيب على الام ان تقبل ابنتها قبلة الوداع قالت الام:لا اجرؤ على تقبيلها فانا نجسة فاسدة من قمة الراس الى اخمص القدم اما هى فطاهرة نقية كالزهرة اليافعة والطهر والنجاسة لا ياتلفان والخير والشر لا يلتقيان
صديقى ... ان قصة هذه الام ليست قصة الشر فى الانسان بل هى قصة الخيرالدفين الخير المطمور بين لفائف النفس البشرية الذى لا تخرجه الا لمسة الحكيم البارع وقدرة الفنان الماهر ومحبة النفس الخصيبة...وتلك كانت براعة الرب يسوع وقدرته ومحبته فهو الذى اخرج الخير الذى كان مطمورا فى قلب مريم المجدلية وفى قلب زكا العشار....وغيرهما وهو مازال يفعل هذا عينه كل يوم فهو لن يسمح لانفسنا ان تغرق فى بالوعة الشر ان الانسان الذى يحب الله يحب الخير ايضا ويصير الخير من مكونات طبيعته فيفعل الخير كشىء طبيعى كالنفس الذى يتنفسه....ان واحد يفعل الخير خوفا من العقاب هذه درجة العبيد...واخر يفعل الخير لكى ياخذ مكافاة ومقابل وهذه درجة الاجير اما الابن فهو يفعل ارادة ابيه ولانه يريد ان يخدمه ولكى يجعل اباه سعيدا الانسان الخير يفعل الخير مع الجميع دون تمييز فهو كالينبوع الحلو الصافى يشرب منه الكل وهو كالشجرة المورقة يستظل تحتها الجميع اصنع الخير حبا فى الخيرولانك لا تستطيع ان تضع سوى الخير اهرب من الشر.....
كان مسافرا يسير على الرمال البيضاء بين الماء والصخور على الشاطىء الاسكتلندى ولم يدر هذا الرجل المسحور بجمال الطبيعة ان مياه البحر كانت تزحف نحو الشاطىء وان طريق الرمال كان يضيق من خلفه كلما تقدم فى سيره بسبب المد على حين ارتفعت قمم الصخور ارتفاعا شاهقا ومن فوق احدى القمم الصخرية صرخ احد المارة محذرا الغريب من الاستمرار فى طريقه وانه اذا لم يرجع الان فلن يجد طريقا للعودة بعد حين فمياة المد ترتفع والصخور عالية ويجب عليه ان يسرع بالعودة قبل فوات الاوان ولكن المسافر لم يعمل بالنصيحة وكان واثقا انه سيجد طريقه الى الساحل فاسرع فى السير ليقطع اكبر مسافة ممكنة قبل ان تغلق المياه الطريق وحينئذ يتسلق الصخور وترك الرجل بقعة الامان واسرع فى طريق الخطر غير انه اكتشف سريعا خطورة الموقف فالبحر قد اغلق عليه الطريق ومياه المد قطعت عليه سبيل الرجوع ونظر فوقه الى الصخور العالية فاذا هى شاهقة الارتفاع وسرعان ما اطبقت عليه مياه البحر التى لا ترحم لتحتويه فى قبر مائى
عزيزى ... ما اجمل قول الحكيم سليمان :"الذكى يبصر الشر فيتوارى والاغبياء يعبرون فيعاقبون"0 وهذا يطبق على كثيرين فى هذه الحياة يخسرون حياتهم لانهم يحيدون عن الخير ويسلكون الشر فالملايين من المدمنين والمقامرين وشاربى الخمر جميعهم يستمرون فى طريق هلاكهم رغم ادراكهم للخطر وينطبق عليهم القول(الاغبياء يعبرون فيعاقبون)0 اما الاذكياء فيتحسبون لهذا الشر ويتنبهون لبوق الانذار ويستشعرون طريق الخلاص ويلتقطون اشارات الله اليومية لهم يفهمونها ويتصرفون على ضوئها فيصححون اتجاهاتهم ويهربون من الخطر المحدق بحياتهم اعلم ايهاا الحبيب....ان من يقابل الخير بالشر فهو طبيعة شيطانية ومن يقابل الخير بالخير فهو طبيعة انسانية....ومن يقابل الشر بالشر فهو طبيعة حيوانية ومن يقابل الشر بالخير فهو طبيعة الهية الفكر يضىء العقل .....والايمان يضىء القلب..... والخير يضىء النفس
قصة يومية من الموقع الرسمى لنيافة الأنبا مرقس
رقم الانترنت الكنسي المجاني
07773330
عائد هذا الرقم مخصص لدعم خدمة الانترنت الكنسي