الغناء فن عرفه الإنسان منذ أقدم عهوده التاريخية
للتعبير عن عواطفه ، عواطف الفرح في معظم الأحيان وعواطف الحزن في
أحيان أخرى وللترفيه عن نفسه أيضاً . ولكل واحد منا نوع من الأغاني
يميل إليه ، فالبعض يحب سماع الأغاني الصاخبة والبعض يحب الأغاني
الهادئة وربما البعض يرغب الطابع الشرقي والأخر الأغاني الغربية .
إن الكثير من أغاني العالم تثير الشهوات الشبابية
والأمور اللا أخلاقية وأخرى تحتوي على كلمات القسَم باسم الله وكما نرى
إن هذه الأغاني هي ضد كلمة الله . كم من شباب وشابات فسدوا وانحرفوا
إلى خطايا شنيعة لتأثرهم بكلمات بعض الأغاني العالمية وأدى ذلك إلى
خرابهم روحياً وكم من شباب وشابات رسبوا في الامتحانات وتحطم مستقبلهم
نتيجة ضياع أوقاتهم على سماع الأغاني وكم من بيوت محطمة ومهدمة لسبب
عدم طاعة الأبناء لوالديهم وذلك لسبب تحريضات الأغاني على الحرية وطيش
الشباب .
إن الإنسان بطبيعته لا يشبع فيخبرنا الكتاب المقدس
أن الأذن لاتمتلىء من السمع فكلما ظهرت أغنية جديدة فإن أغنية جديدة
تختفي أو تندثر . إن البعض يعطي الحجة في سماع الأغاني لأنها تفرّح
نفسه ويقول البعض أنها ترثي لحالته أو إنها تنطبق على مأساته ولكن
للأسف فإن هذه الأغاني لا تعطي الفرح الحقيقي وليس فيها رجاء حقيقي
والدليل على ذلك عند تكرار سماع الأغنية لمدة من الزمن يشعر البعض أنها
غير مؤثرة وليس لها طعم أو أنها ليست كما كانت في أوّج ظهورها .
أن قلوبنا المكتئبة لا يمكن لأغاني العالم
معالجتها ،فالكتاب في أمثال " 20:25 " يوضح أن سماع الأغاني يشبه تأثير
البرد الشديد على الشخص الذي لا يرتدي ثيابه أي انه يؤدي إلى حدوث
الأمراض وكذلك سماع الأغاني يشبه وضع الملح على الجرح ومعناه المزيد من
الألم والأنين وليس هذا فقط بل أن الله يكره سماع الأغاني اسمعه وهو
يقول ( إبعد عني ضجة أغانيك ) ..
أخي العزيز … أختي
العزيزة ،
أن أغاني العالم
يسميها الكتاب المقدس ( أغاني الجُهّال ) " جامعة 5:7 "
الغناء العالمي مرتبط
بالعبادة الوثنية .
منذ نشأة الإنسان فقد ارتبطت الأغاني بالعبادة
الوثنية . آه أيها الأحباء هل تعلمون أن لوحي الوصايا العشرة انكسرت
بسبب غناء ورقص الشعب حول العجل الذهبي " خروج 32 " يا للعار
الشعب الذي فداه الله وأخرجه من العبودية ورنم مع موسى ها هو يغني
ويرقص للوثن !! لقد تأثر الشعب العبراني بالغناء والرقص الفرعوني.
ماذا فعلت الأغاني
بالمغنيين ؟
إنّ أعظم المغنيين الذي يظهرون ببشاشة الوجه على
شاشات التلفزيون ، يعيشون في كآبة وحزن باقي الأيام ، ونهاية حياتهم
غالبا تكون مأساوية ، فقد تنتهي بالمخدرات أو الانتحار. فقط أنقل لكم ،
ما كُتب في أحد الصحف ، عن إحدى المغنيات المعروفات التي أخذت مليون
دولار ثمن تسجيل بعض الأغاني إلا أنها أجلت التسجيل لأنها تعاني حالة
من الحزن الشديد وتخشى أن ينعكس ذلك على صوتها أثناء الغناء، وهذه
المغنية تحبس نفسها في حجرتها يوميا لتبكي لساعات طويلة. حقا إن ما
نراه على شاشة التلفزيون لا يظهر الحقيقة ، لكن هؤلاء المغنيين هم أكثر
الناس مراجعة للأطباء النفسانيين لكي يخرجوا من مأزقهم. فهم يعيشون
انقسام الشخصية، فيغنون عن الفرح لكن داخلهم في قمة الحزن والكآبة
الشديدة !!!.
موقف مُحبيّ الغناء
العالمي من الله
يقول الكتاب المقدس عن
هؤلاء "يحملون الدفّ والعود ويطربون بصوت المزمار.… فيقولون لله ابعد
عنا وبمعرفة طرقك لا نسّر .. من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع إن
التمسناه ؟" ( أيوب 12:21-14 ).
يا له من تقرير صريح من الله ، فمن يحب أن يغني مع
أهل العالم يكون لسان حاله لله ابعد عنا ، نعم فالغناء طريق يبعد
الإنسان عن الله .
الغناء للبشر يؤدى إلى نشوء العداوة :لقد بدأت
عداوة الملك شاؤل لداود بسبب غناء النساء
وتعظيم داؤد أكثر من شاؤل الملك.( 1 صموئيل 6:18
–9 )
في هذا الجزء رأينا الجانب المأساوي من الأغاني
العالمية.
ولكن تعال معي إلى الجانب المفرح من أغاني أخرى في
الكتاب المقدس .
أغنية فرح الخلاص :
كلمات هذه الأغنية موجودة
في " أيوب 27:33،28 " ( يغنّي بين الناس فيقول قد أخطأت وعوجت المستقيم
ولم أجاز عليه فدى نفسي من العبور إلى الحفرة فترى حياتي النور ) . حقاً
ما اجمل كلمات هذه الأغنية التي تتحدث عن شخص خاطئ تذوق معنى الفداء
والخلاص من دينونة الخطيئة وأصبحت حياته في نور الله .
والآن هل تستطيع أن تغني للرب وتقول له شكراً لك
لأنك أنقذتني من الهلاك والعذاب ونقلتني إلى النعيم وأعطيتني نورك
العجيب .؟
لقد قال الرب عن داود النبي ( وجدت داود أبن يسى
رجلاً حسب قلبي ) ، فعلاً أنه رجل حسب قلب الرب وإذا تساءلنا لماذا ؟
فالجواب هو لأنه منذ صباه تعلم الترنيم للرب فالكثير من المزامير التي
كتبها كان يُعّبر عن فرحه الدائم في الرب وكان يغني بمر احم الرب
ويبتهج لأجل عظمة الرب وقوته ويغني بحماية الرب ويرنم لأجل بركات الرب
الكثيرة ولأجل إحساناته في كل يوم .
لقد كان داود فرحاً في
وصايا الرب وأقوال الرب حتى أعتبر وصاياه هي ترانيم مفرحة له . فقد قال
( أغني للرب في حياتي أرنم لإلهي مادمت موجوداً فيلذ له نشيدي وأنا
أفرح بالرب ) " مزمور 33:104 " ، وقال أيضاً ( تنّبع شفتاي تسبيحاً إذا
علمتني فرائضك ، يغنّي لساني بأقوالك لأن كل وصاياك عدل ) " مزمور
171:119-172 " .
الأغاني الروحية في
العهد الجديد
يوصي العهد الجديد أن نتحدث بعضنا
البعض بالتسابيح والمزامير والأغاني الروحية " أفسس 19:5 ،
كولوسي 16:3 " أما عن فوائد التسبيح والترنيم ( الأغاني الروحية ) فهي
:
التسبيح والترنيم هي عبادة للرب
إلهنا .
تزداد أشواقنا لمحبة الرب .
تفرح قلوبنا .